ستبلغ عني غدوة الريح أنها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
سَتَبْلُغُ عَنّي غُدْوَةَ الرّيحِ أنّهَا | مَسِيرَةُ شَهْرٍ للرّياحِ الهَواجِمِ |
تَمِمياً، إذا مرّتْ عَليَها منَ الذي | جَرَى جَرْيَ مَرْقُومٍ قَصِيرِ القَوائِمِ |
ولَمّا جَرَى بي غالِبٌ، وَجَرَى بِهِ | عَطِيّةُ لمْ يَسْطَعْ وُثُوبَ الجَرَاثِمِ |
تَلَقّاهُ مُشْتَدُّ الحُسَاسِ، وَردَّهُ، | وَقَامَتْ بِهِ القَعْسَاءُ دُونَ المكارِمِ |
وَلمّا جَرَيْنَا لمْ نَجِدْ جالِياً لَهُ، | ولا جالِساً عَندَ المَدَى مثلَ دارِمِ |
ولوْ سُئِلتْ من كُفؤُ الشمس أوْمأتْ | إلى ابْنَيْ مَنَافٍ عَبدِ شَمسٍ وَهاشِمِ |
نَماني بَنو سعَدِ بنِ ضَبّةَ فانْتَسِبْ | إلى مِثْلهِمْ أخْوَالِ هاجٍ مُزَاحِمِ |
إذا زَخَرَتْ حَوْلي الرّبابُ وَجَاءَني | لِمُرٍّ أوَاذِيُّ البُحُورِ الخَضَارِمِ |
وَإنْ شِئتُ من حَيَّيْ خُزَيمَةَ جاءَني | وَخِنْدِفَ قَمْقَامُ البُحُورِ اللّهامِمِ |
وعلمّا دَعَوْتُ ابنَ المَرَاغَةِ للّتي | رَهَنْتُ لِها ابْني أيُّنَا للعَظائِمِ |
أحَقُّ أباً وابْناً وَقَوْماً، إذا جَرَى | إلى المَجْدِ بالمُسْتأثَرَاتِ الجَسائِمِ |
وَكَيْفَ تُجارِي دارِماً حِينَ تَلتَقي | ذُرَاها إلى شَعْفِ النّجُومِ التّوَائِمِ |
جَرَى ابْنا عِقالٍ بي وَعَمرٌو وَحاجبٌ | وَسَلْمَى وَجَدٌّ نِعْمَ جَدُّ المُزَاحِمِ |
رَأى المُحْتَبِينَ الغُرَّ مِنْ آلِ دارِمٍ، | عَلَوْهُ بِآذِيّ البُحْورِ الخَضَارِمِ |
هُمُ أيَّهُوا بي، إذْ عَطِيّةُ قَائِمٌ، | ليَنْهُقَ خَلْفَ الجامِحاتِ الصَّلادمِ |
خَناذِيذُ يَنمِيها لأعْوَجَ مُشْرِفٌ | على الخَيلِ حَطّامٌ فؤوس الشكائمِ |
إذا مَا وَجُوهُ القَوْمِ سالَتْ جِباهُها | مِنَ العَرَقِ المَغنوظِ تحتَ الحَلاقِمِ |
نَفَحْتُ لقَيْسٍ نَفْعةً لمْ تَدَعْ لهَا | أُنُوفاً، وَمَرّتْ طَيرُهَا بالأشائِمِ |
ولَوْ أنّ كَعْباً أوْ كِلاباً سَألْتُمُ | على عَهْدِهِمْ قالا لكُمْ قَوْلَ عالمِ |
لَقالا لَكُمْ كانَتْ هَوَازنُ حِقْبَةً | على عَهْدِ أكّالِ المُرَارِ القُماقِمِ |
قَدِيماً يَرُبّونَ النِّحَاءَ لِيَفْتَدُوا | بِهِنّ بَنِيهِمْ مِنْ غُوَيٍّ وَسَالِمِ |
إذا النِّحْيُ لمْ تَعْجَلْ بهِ عامِرِيّةٌ | فَداهَا ابْنُهَا أوْ بِنتُها في المَقَاسِمِ |
وَقَدْ عَلِمَتْ قَيسُ بنُ عَيلانَ أنّها | إذا سَكَتَ الأصْواتُ غَيرَ الغَماغِمِ |
مَوَالٍ أذِلاّءُ النّفُوسِ، ظُهُورُهمْ | لَهُمْ جُنَنٌ عِندَ السّيوفِ الصّوَارِمِ |
تُوَتِّرُ لي قَيْسٌ قِياسَ حِظَائِهَا، | وَما أنَا عمَّا سَاءَ قَيْساً بِنَائِمِ |