ألم تذكروا يا آل مروان نعمة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ألمْ تَذْكُروا يا آلَ مَرْوَانَ نِعْمَةً | لمَرْوَانَ عِندي مِثلُها يَحقُنُ الدَّمَا |
بِها كانَ عَني رَدَّ مَرْوَانُ، إذْ دَعَا | عَليّ زِيَاداً، بَعْدَما كانَ أقْسَمَا |
ليَقْتَطِعَنْ حَرْفَيْ لِسَاني الذي بِهِ | لخِنْدِفَ أرْمي عَنْهُمُ مَن تكَلّمَا |
وَكُنْتُ إلى مَرْوَانَ أسْعَى إذا جَنَى | عَليّ لِسَاني، بَعدَما كانَ أجْرَمَا |
وَمَا باتَ جارٌ عِندَ مَرْوَانَ خَائِفاً، | وَلَوْ كَانَ مِمّنْ يَتّقي كان أظَلَمَا |
يَعْدّونَ للجَارِ التَّلاء، إذا التَوَى، | إلى أيّ أقْتَارِ البَرِيّةِ يَمّمَا |
وَقدْ عَلِمُوا كانَ مَرْوَانُ يَنتهي | إذا دَأبَ الأقْوَامُ حتى تُحَكَّمَا |
وأيَّ مُجِيرٍ بَعْدَ مَرْوَانَ أبْتَغي | لنَفْسِيَ أوْ حَبْلٍ لَهُ حِينَ أجْرَمَا |
وَلمْ تَرَ حَبْلاً مِثْلَ حَبْلٍ أخَذْتُهُ | كمَرْوَانَ أنْجَى للمُنادي وأعْصَمَا |
وَلا جَارَ إلاّ الله، إذْ حَالَ دُونَهُ، | كمَرْوَانَ أوْفَى للجِوَارِ وَأكْرَمَا |
فَلا تُسْلِمُوني آلَ مَرْوَانَ للّتي | أخَافُ بِهَا قَعْرَ الرّكِيّةِ وَالفَمَا |
ولا تُورِدُوني آلَ مَرْوَان هُوّةً، | أخافُ بجارِي رَحْلِكُمْ أنْ تُهَدَّمَا |
وَمن أين يَخشَى جارُ مَرْوَانَ بَعدَما | أنَاخَ وَحَلّ الرّحْلُ لمّا تَقَدّمَا |
ومن أينَ يَخشَى جارُكُم وَالحصَى لكمْ | إذا خِنْدِفٌ هَزّوا الوَشِيجَ المُقَوَّمَا |
فَطَامَنَ نَفْسِي بَعْدَمَا نَشَزَتْ بهَا | مَخافتُها، والرّيقُ لمْ يَبلُلِ الفَمَا |
وَما تَرَكَتْ كَفّا هِشَامٍ مَدِينَةً | بها عِوَجٌ في الدِّينِ إلاّ تَقَوّمَا |
يُؤدّي إليهِ الخَرْجَ مَن كانَ مُشرِكاً، | ويَرْضَى بهِ مَنْ كانَ لله مُسْلِمَا |
أبُوكُمْ أبُو العاصِي الذي كانَ يَنَجَلي | بهِ الضّوْءُ عَمَّنْ كان باللّيلِ أظْلَمَا |
وَكانَتْ لَهُ كَفّانِ إحْداهُما الثّرَى | ثَرَى الغَيْث والأخرَى بِا كانَ أنعَمَا |
ضَرَبْتَ بهَا النُّكَّاثَ حتى اهتَدَوْا بها | لمَنْ كان صَلّى من فَصِيحٍ وَأعجَمَا |
بِسَيْفٍ بِهِ لاقَى بِبَدْرٍ مُحَمّدٌ، | إذا مَسّ أصْحَابَ الضّرِيبةِ صَمّمَا |