أحب من النساء وهن شتى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أُحبُّ مِنَ النّسَاءِ، وَهُنّ شَتى، | حَدِيثَ النّزْرِ وَالحَدَقَ الكِلالا |
مَوانِعُ للحَرَامِ بِغَيْرِ فُحْشٍ، | وَتَبْذُلُ ما يَكُونُ لها حَلالا |
وَجَدْتُ الحُبَّ لا يَشْفِيهِ إلاّ | لِقَاءٌ يَقْتُلُ الغُلَلَ النِّهَالا |
أقُولُ لِنِضْوَةٍ نَقِبَتْ يَدَاهَا، | وَكَدّحَ رَحْلُ رَاكِبِها المَحَالا |
وَلَوْ تَدْرِي لَقُلْتُ لِا اشْمَعِلّي، | ولا تَشْكي إليّ لَكِ الكَلالا |
فإنّك قَدْ بَلَغْتِ، فلا تَكُوني | كَطاحِنَةٍ وَقَدْ مُلِئَتْ ثِفَالا |
فإنّ رَوَاحَكِ الأتْعَابُ عِنْدِي، | وتَكْليفي لَكِ العُصَبَ العِجَالا |
وَرَدِّي السّوْطَ مِنْكِ بحَيْثُ لاقَى | لَكِ الحَقَبُ الوَضِينَ بحَيْثُ جَالا |
فَماتَرَكَتْ لَها صَحْراءُ غَوْلٍ، | ولا الصَّوّانُ مِنْ جَذْمٍ نِعَالا |
تُدَهْدِي الجَنْدَلَ الحَرّيَّ لَمّا | عَلَتْ ضَلِضاً تُنَاقِلُهُ نِقَالا |
فَإنّ أمَامَكِ المَهْدِيَّ يَهْدِي | بِهِ الرّحْمَنُ مَنْ خَشِيَ الضّلالا |
وَقَصْرُكِ مِنْ نَدَاهُ، فَبَلّغِيني، | كَفَيْضِ البَحْرِ حِينَ عَلا وَسَالا |
نَظَرْتُكَ مَا انْتَظَرْتَ الله حَتى | كَفَاكَ المَاحِلِينَ بكِ المحَالا |
نَظَرْتُ بإذْنِكَ الدّوْلاتِ عِنْدِي، | وَقُلْتُ عَسَى الّذِي نَصَبَ الجِبَالا |
يُمَلّكُهُ خَزَائِنَ كُلّ أرْضٍ، | وَلمْ أكُ يَائِساً مِنْ أنْ تُدَالا |
فَأصْبَحَ غَيْرَ مُغْتَصَبٍ بِظُلْمٍ، | تُرَاثَ أبيكَ حِينَ إلَيْكَ آلا |
وَإنّكَ قَدْ نُصِرْتَ أعَزَّ نَصْرٍ، | على الحَجّاجِ إذْ بَعَثَ البِغالا |
مُفَصِّصَةً تُقَرِّبُ بِالدّوَاهي، | وَنَاكِثَةً تُريدُ لَكَ الزِّيَالا |
فَقَالَ الله: إنّكَ أنْتَ أعْلى | مِنَ المُتَلَمّسِينَ لَكَ الخَبَالا |
فأعطاكَ الخلاَفَةَ غَيْرَ غَصْبٍ، | وَلَمْ تَرْكَبْ لِتَغْصِبَهَا قِبَالا |
فَلَمّا أنْ وَلِيتَ الأمْرَ شَدّتْ | يَدَاكَ مُمَرّةً لَهُمُ طِوَالا |
حِبَالَ جَمَاعَةٍ وَحِبَالَ مُلْكٍ، | تَرَى لَهُمُ رَوَاسِيهَا ثِقَالا |
جَعَلْتَ لَهُمْ وَرَاءَكَ فاطْمَأنّوا، | مَكَانَ البَدْرِ، إذْ هَلَكُوَا هِلالا |
وَليَّ العَهْدِ مِنْ أبَوَيْكَ، فِيهِ | خَلائِقُ قَدْ كَمَلْنَ لَهُ كَمالا |
تُقىً وَضَمَانَةً للنّاسِ عَدْلاً، | وأكْثَرَ مَنْ يُلاثُ بِهِ نَوَالا |
فَزَادَ النّاكِثِينَ الله رَغْماً، | ولا أرْضَى المَعاطِسَ وَالسَّبَالا |
فَكَانَ النّاكِثُونَ، وَما أرادُوا، | كَرَاعي الضّأنِ إذْ نَصَبَ الخِيَالا |
وَرَاءَ سَوَادِهَا يُخْشَى عَلَيْهَا، | لِيَمْنَعَهَا وَمَا أغْنى قِبَالا |
فأْصْبَحَ كَعْبُكَ الأعْلى وأضْحَوْا | هَبَاءَ الرّيحِ يَتّبِعُ الشَّمَالا |
ألَسْتَ ابنَ الأئِمَةِ مِنْ قُرَيْشٍ، | وَحَسْبُكَ فَارِسُ الغَبْرَاءِ خَالا |
إمَامٌ مِنْهُمُ للنّاسِ فِيهِمْ | أقَمْتَ المَيْلَ، فَاعْتَدَلَ اعْتِدالا |
عَمِلْتَ بِسُنّةِ الفَارُوقِ فِيهِمْ، | وَمِنْ عُثْمَانَ كُنْتَ لَهُمْ مِثَالا |
وَأمِّ ثَلاثَةٍ مَعَها ثَلاثٌ، | كَأنّ بِأُمّهِمْ وَبِهِمْ سُلالا |
فَتَحْتَ لَهُمْ بإذْنِ الله رَوْحاً، | وَلا يَسْطِيعُ كَيْدُهُمُ احْتِيَالا |