لو أعلم الأيام راجعة لنا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
لَوْ أعْلَمُ الأيّامَ رَاجِعَةً لَنَا، | بكَيتُ على أهْلِ القِرَى من مُجاشِعِ |
بَكَيتُ على القَوْمِ الّذينَ هَوَتْ بهِمْ | دَعَائمُ مَجْدٍ كانَ ضَخمَ الدّسائِعِ |
إذا ما بكى العَجْعاجُ هَيّجَ عَبْرَةً | لعَيْنَي حَزِينٍ شَجْوُهُ غَيرُ رَاجعِ |
فإنْ أبْكِ قَوْمي، يا نَوَارُ، فإنّني | أرَى مَسْجِدَيهِمْ مِنهمُ كالبَلاقِعِ |
خَلاءَينِ بَعدَ الحِلْمِ وَالجَهلِ فيهما | وَبَعْدَ عُبابيِّ النّدَى المُتَدافِعِ |
فأصْبَحْتُ قَدْ كادَتْ بُيوتي يَنالُها | بحَيْثُ انتَهَى سَيلُ التِّلاعِ الدّوَافعِ |
على أنّ فِينَا مِنْ بَقَايا كُهُولِنَا | أُسَاةَ الثّأى وَالمُفظِعاتِ الصّوَادعِ |
كَأنّ الرّدُيْنِيّاتِ، كانَ بُرُودُهُم | عَلَيْهِنّ في أيْدٍ طِوَالِ الأشَاجِعِ |
إذا قلتُ: هذا آخرُ اللّيلِ قَد مَضَى، | تَرَدّدَ مُسْوَدٌّ بَهِيمُ الأكارِعِ |
وَكَائِنْ تَرَكْنَا بِالخُرَيْبَةِ من فَتىً | كَرِيمٍ وَسَيْفٍ للضّرِيبَةِ قاطِعِ |
وَمِنْ جَفْنَةٍ كانَ اليَتامَى عِيالَها، | وَسَابِغَةٍ تَغْشَى بَنانَ الأصَابِعِ |
وَمِنْ مُهْرَةٍ شَوْهَاءَ أوْدَى عِنانُها | وَقَد كانَ مَحفوظاً لها غَيرَ ضَائِعِ |