طرقت أمية في المنام تزورنا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
طَرَقَتْ أُمَيّةُ في المَنَامِ تَزُورُنَا، | وَهْناً، وَقَدْ كادَ السِّماكُ يَغُورُ |
طَافَتْ بِشُعْثٍ عِندَ أرْحُلِ أيْنُقٍ | خُوصٍ أُنِخْنَ وَبَيْنَهُنّ ضَرِيرُ |
بُرِدَتْ عَرَائكُها بِجَوْزِ تَنُوفَةٍ، | وَبِهِنّ مِنْ أينِ الكَلالِ فُتُورُ |
قالَتْ قَليلاً، فَانْتَبَهْتُ وَمَا أرَى | زَوْراً، بِهِ مَنْ زَارَهُ مَحْبُورُ |
فَهَجَعتُ أرْجُو أنْ تَعُودَ لمِثْلِهِا | سَلْمَى، وَمِثْلُ طِلابِ ذاكَ عَسيرُ |
رَاعَتْ فُؤادي حِينَ زَارَتْ رَوْعَةً | مِنْهَا ظَلِلْتُ كَأنّني مَخُمُورُ |
إني، غَداةَ غَدَتْ بحاجَةِ ذي الهَوى | مِني وَلمْ أقْض الحَيَاةَ، صَبُورُ |
صَدَعَ الفُؤادَ غَدَادةَ بَانَتْ ظَعْنُهَا | وَأشَارَ بِالبَيْنِ المُشِتِّ مُشِيرُ |
بَلْ لَنْ يَضِيرَكَ بَينُ مَنْ لمْ تَهوَهُ | بَلْ بَينُ مَنْ صَدَعَ الفُؤادَ يَضِيرُ |
دَعْ ذا فَقَدْ أطنَبتَ في طَلَبِ الصِّبا | وَعَلاكَ مِنْ بَعْدِ الشّبَابِ قَتِيرُ |
وَافخَرْ، فإنّ لكَ المَكارِمَ، وَالأُلَى | رَفَعُوا مَآثِرَ، مَجْدُهَا مَذْكُورُ |
وَإذا فَخَرْتُ فَخَرْتُ غَيرَ مكَذَّبٍ | وَليَ العُلى وَكَرِيمُهَا المَأثُورُ |
إني إذا مُضَرٌ عَليّ تَعَطّفَتْ | سامَيْتُ مَجرَى الشمسِ حينَ تَسيرُ |
بَخْ بَحْ لَنَا الشّرَفُ القَدِيمُ، وَعِزُّنا | قَهَرَ البِلادَ فَمَا لَهُ تَنْكِيرُ |
مِنّا الخَلائِفُ وَالنّبيُّ مُحَمّدٌ، | وَإلَيْهِمُ مُلْكُ العِبَادِ يَصِيرُ |
أحْيَاؤنَا خَيْرُ البَرِيّةِ كُلِّهَا، | وَقُبُورُنَا مَا فَوْقَهُنّ قُبُورُ |
وَإذا رَفَعْتُ لِوَاءَ خِنْدِفَ قَصّرَتْ | عَنْهُ العُيُونُ، فَطَرْفُهَا مَقْصُورُ |
أبْنَاءُ خِنْدِفَ إن نَسَبْتَ وَجَدْتَهم | رَهْطَ النّبيّ، لِوَاؤهُمْ مَنْصُورُ |
وَكَأنّمَا الرّايَاتُ حَولَ لِوَائِهِمْ | طَيْرٌ حَوَائِمُ، في السّمَاءِ، تَدُورُ |
وَالله مَا أُحْصِي تَميماً كُلَّهَا، | إلاّ العُلى، أوْ أنْ يُقَالَ كَثِيرُ |