إذا عرض المنام لنا بسلمى
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
إذا عَرَضَ المَنَامُ لَنَا بِسَلْمَى، | فَقُلْ في لَيْلِ طارِقَةٍ قَصِيرِ |
أتَتْنَا بَعْدَمَا وَقَعَ المَطَايَا | بِنَا في ظِلّ أبْيَضَ مُسْتَطيرِ |
فَقُلْتُ لهَا كَذَا الأحْلامُ أمْ لا | أتَتْني الرّائِعَاتُ مِنَ الدّهُورِ |
فَلَمّا للصّلاةِ دَعَا المُنَادِي، | نهَضْتُ وَكنتُ منها في غُرُورِ |
نمَاني كلُّ أصْيدَ دَارِمِيٍّ، | عَلى الأقْوَامِ أبّاءٍ، فَخُورِ |
إذا اجتَمَعَتْ عَصَايبُ كُلّ حيّ | مِنَ الآفاق مُختَلِفي النُّجُور |
مُلَبَّدَةً رُؤوسُهُمُ، سِرَاعاً | إلى البَيْتِ المُحَرَّمِ ذي السّتورِ |
رَأوْنَا فَوْقَهُمْ، ولَنَا عَلَيْهِمْ | صَلاةُ الرّافِعِينَ مَعَ المُغِيرِ |
وَرِثْنَا عَنْ خَلِيلِ الله بَيْتاً، | يُطَيَّبُ للصّلاةِ وَللطَّهُورِ |
هُوَ البَيْتُ الذي مِنْ كُلّ وَجْهٍ | إلَيْهِ وُجُوهُ أصْحَابِ القُبورِ |
خِيَارَ الله للإسْلامِ! إنّا | إلَيْكَ نَشُدّ أنْسَاعَ الصّدُورِ |
سَتَحْمهلُنَا إلَيْكَ مُبَلِّغَاتٌ، | يَطَأنَ دَماً، مُكَدَّحةُ الظّهُورِ |
بَنَاتُ الدّاعِرِيّ إذا تَلاقَتْ | عُرَاهَا وَهْيَ جائِلَةُ الضُّفُورِ |
لنأتي خَيرَ أهْلِ الأرْضِ حَيّاً، | تُحَلُّ إلَيْهِ أحْنَاءُ الأمُورِ |
على المُتَرَدِّفَاتِ بِكُلّ خَرْقٍ، | نَحَائِزُ كُلِّ مُنْتَجِرٍ مُنِيرِ |
فَمَا بَلَغَتْ بِنَا إلاّ جِرَيضاً | على الأعجازِ تُرْدِفُ كُلَّ كُورِ |
بَلَغْنَ وَمُخُّهُنّ مَعَ السُّلامَى | بِكُلّ نَجَاءِ صَادِقَةِ الضّرِيرِ |
وَأشْلاءٍ لِنَاجِيَةٍ تَرَكْنَا | عَلَيْهَا العَاكِفَاتِ مِنَ النّسورِ |
كَأنّ رِكَابَنا في كُلّ فَجٍّ، | إذا دبّ الكُحَيْلُ مِنَ الغُرُورِ |
نَعَامٌ رَائِحٌ في يَوْمِ رِيحٍ، | وَلَيْسَتْ في أخِشّتِهَا بِعِيرِ |
وَلَكِنْ يَنْتَجِعْنَ بِنَا فُرَاتاً | وَنِيلاً يَطْمُوَانِ على البُحْورِ |
هُمَا في راحَتَيْكَ، إذا تَلاقَى | عُبَابُهُمَا إلى حَلَبٍ غَزِيرِ |
بهِمْ ثَبَتَتْ رَحَى الإسلامِ قَسْراً | وَضَرْبٍ بِالمُهَنَّدَةِ الذُّكُورِ |
تَوَارَثَهَا بَنُو مَرْوَانَ عَنْهُ، | وَعَنْ عُثْمَانَ بَعدَ ثأىً كَبيرِ |
رَجَاكَ المَشْرِقَان. لِكُلّ عَانٍ، | وَأرْمَلَةٍ، وَأصْحَابُ الثّغُورِ |
وَكُنتَ جَعَلتَ للعُمّالِ عَهْداً | وَفِيهِ العَاصِمَاتُ مِنَ الفُجُورِ |
فَمَنْ يأخذْ بحَبلِكَ يَجْلُ عَنهُ | عَشَا عَيْنَيْهِ مِنكَ بَياضُ نورِ |
أميرَ المُؤمِنينَ، وَأنْتَ تَشْفي | بِعَدْلِ يَدَيْكَ أدْوَاءَ الصّدُورِ |
فكَيْفَ بِعَامِلٍ يَسْعَى عَلَيْنَا | يُكَلّفُنَا الدّرَاهِمَ في البُدُورِ |
وَأنّى بِالدّرَاهِمِ، وَهْيَ مِنّا | كَرَافِعِ رَاحَتَيْهِ إلى العَبُورِ |
إذا سُقْنَا الفَرَائِض لمْ يُرِدْهَا، | وَصَدّ عَنِ الشُّوَيْهَةِ وَالبَعِيرِ |
إذا وَضَعَ السَّيَاطَ لَنَا نَهَاراً، | أخَذْنَا بِالرِّبَا سَرَقَ الحَرِيرِ |
فَأدْخَلَنَا جَهَنّمَ مَا أخَذْنَا | مِنَ الإرْبَاءِ مِنْ دُونِ الظّهورِ |
فَلَوْ سَمعَ الخَليفَةُ صَوْتَ داعٍ | يُنَادي الله: هَلْ لي مِنْ مُجِيرِ؟ |
وأَصْوَاتَ النّسَاءِ مُقَرَّنَاتٍ، | وَصِبْيَانٍ لَهُنّ على الحُجُورِ |
إذاً لأجَابَهُنّ لِسَانُ دَاعٍ | لِدِينِ الله مِغْضَابٍ نَصُورِ |
أمِينِ الله يَصْدَعُ حينَ يَقْضِي | بِدِينِ مُحَمّدٍ، وَبِهِ أمُورِ |