يا ليت شعري هل أسيب ضمرا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا لَيْتَ شِعرِي هلْ أُسَيِّبُ ضُمَّراً | أُكلَتْ عَرَائِكُهُنّ بِالأكْوَارِ |
مِثْلَ الذّئَابِ، إذا غَدَتْ رُكبانُها | يَعْسِفْنَ بَينَ صَرَايِمٍ وَصَحارِي |
أُعْطي خَلِيفَتُنا، بِقُوّةِ خَالِدٍ، | نَهْراً يَفِيضُ لَهُ على الأنْهَارِ |
إنّ المُبَارَكَ كَاسْمِهِ يُسْقَى بِهِ | حَرْثُ الطّعَامِ وَلاحِقُ الجَبّارِ |
أسْقَاهُ مِنْ سَيْحِ الفُرَاتِ وَغَيْرِهِ | كُدْراً غَوَارِبُهُ مِنَ التّيّارِ |
لَما تَدَارَكَ لِلْمُبَارَكِ مَدُّهُ | رَخُصَ الطّعَامُ لِمَايِحٍ وَتِجَارِ |
ولَوْ أنّ دِجْلَةَ أُنْبِئَتْ عَنْ خَالِدٍ | بَاتَتْ مَخافَتُهُ عَلى الأقْتَارِ |
يا دِجْلَ إنّكِ لَوْ عَصَيتِ لِخَالِدٍ | أمْراً سُقِيتِ بِأمْلَحِ الأمْرَارِ |
إنْ كَانَ أثْخَنَ مَدَّ دِجْلَةَ خالِدٌ | فَلَطالَما غَلَبَتْ بَني الأحْرَارِ |
يا دِجْلَ كُنتِ عَزِيزَةً فِيما مَضَى، | فَلَقَدْ أصَابَكِ خَالِدٌ بِصَغَارِ |
الله سَخّرَهَا بِكَفَّيْ خَالِدٍ، | وَلَقَدْ تَكُونُ عَزِيزَةَ الأضْرَارِ |
حَتى رَأيْتُ تُرَابَ دِجْلَةَ خَارِجاً | تَخِدُ الرِّكَابُ عَلَيْهِ بِالأوْقَارِ |
يَجْتَازُ دِجْلَةَ لا يَخَافُ خِيَاضَها | مَنْ كانَ يَقْطَعُهَا على المِعْبَارِ |
إني هَتَفْتُ بخَالِدٍ، ولَقَدْ دَنَتْ | نَفْسِي لِثُغْرَةِ نَحْرِهَا لحِظارِ |
أنْتَ المُجِيرُ وَمَنْ تُجِرْ تَعْقِدْ لَهُ | عِنْدَ الجِوَارِ أشَدّ عَقْدِ جِوَارِ |
مَا زِلْتُ في لهَوَاتِ لَيْثٍ مُخْدِرٍ | حَتى تَدَارَكَني أبُو سَيّارِ |
ألْقَى إليّ على شَقَائِقِ هُوّةٍ، | حَبْلاً شَدِيداً، غَارَةَ الإمْرَارِ |
حَبْلاً أخَذْتُ بِهِ، فَنَجّاني بِهِ | رَبّي بِنِعْمَةِ مُدْرِكٍ غَفّارِ |
أرْجُو الخُرُوج بخَالِدٍ، وَبخَالِدٍ | يُجْلى العَشَا لِكَوَاسِفِ الأبْصَارِ |
إني وَجَدْتُ لِخَالِدٍ في قَوْمِهِ | ضَوْءَيَنِ قَدْ ذَهَبَا بِكُلّ نَهَارِ |
في الشِّرْكِ قَدْ سَبَقَا بكُلّ كَرِيمَةٍ | تَعْلُو القَبَائِلَ كُلَّ يَوْمِ فَخارِ |
أمّا البُيُوتُ، فَقَدْ بَنَيْتُمْ فَوْقَها | بَيْتاً بِأطْولِ أدْرُعٍ وَسَوارِي |
بَيْتاً بِهِ رَفَعَ المُعَلّى مَجْدَهُمْ | لِبَنِيهِ، يَوْمَ تَفَاضُلِ الأخْطارِ |