لقد كذب الحي اليمانون شقوة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لَقَدْ كَذَبَ الحَيُّ اليَمانونَ شِقوَةً | بقَحطانِها، أحْرَارُها وَعَبيدُهَا |
يَرُمُون حَقّاً للخِلافَةِ وَاضِحاً، | شَديداً أوَاسيها، طَوِيلاً عَمودُها |
فإنْ تَصْبِرُوا فينَا تُقِرّوا بِحُكْمِنا، | وَإنْ عُدْتُمُ فيها فَسَوْفَ نُعيدُها |
لَقَدْ كانَ، في آلِ المُهَلَّبِ، عِبْرَةٌ، | وَأشْيَاعِهِمْ لمْ يَبْقَ إلاّ شَرِيدُها |
يُقَحّمُهمْ في السّند سَيفُ ابن أحوَزٍ، | وَفُرْسَانُهُ شُهْبٌ يُشَبّ وقُودُها |
أُسُودُ لِقَاءٍ مِنْ تَمِيمٍ سَمَتْ لهمْ، | سَرِيعٌ إلى وَلْغِ الدّمَاءِ وَرُودُها |
لَعَمرِي! لقد عابوا الخلافةَ، إذ طغَوْا، | وفي يَمَنٍ عَبّادُهَا إذْ يُبِيدُها |
فَمَا رَاعَهُمْ إلاّ كَتَائِبُ أصْبَحَتْ | تَدُوسُهُمُ، حتى أُنِيمَ حَصِيدُها |
فصَارُوا كَمَنْ قد كان خالَفَ قبلهمْ، | وَمِن قَبلِهِمْ عادٌ عَصَتْ وَثمودُها |
أبَتْ مُضَرُ الحَمْرَاءُ إلاّ تَكَرّماً | عَلى النّاسِ، يَعلو كلَّ جَدٍّ جدودُها |
إذا غَضِبَتْ يَوْماً عَرَانِينُ خِنْدِفٍ | وَإخوَتُهُمْ قَيسٌ، عَلَيها حَديدُها |
حَسِبْتَ بأنّ الأرْضَ يُرْعَدُ مَتْنُها | وَصُمُّ الجبالِ الحُمرُ مِنها وَسودُها |
إذا مَا قَضَيْنَا في البِلادِ قَضِيّةً، | جَرَى بَينَ عَرْضِ المَشرِقَينِ برِيدُها |
لَنَا البَحْرُ وَالبَرُّ اللّذانِ تَجَاوَرَا، | وَمَنْ فِيهِما من ساكِنٍ لا يَؤودُها |
لَقَد عَلِمَ الأحياءُ في كُلّ مَوْطِنٍ | بِأنّ تَميماً لَيْسَ يُغْمَزُ عُودُها |
إذا نُدِبَ الأحيَاءُ يَوْماً إلى الوَغَى، | وَرَاحَتْ مِنَ المَاذِيّ جَوْناً جُلودُها |
عَلِمْتَ بِأنّ العِزّ فيهِمْ وَمِنْهُمُ، | إذا ما التَقَى الأقرَانُ ثارَ أُسُودُها |
وَيَوْما تَميمٍ: يَوْمُ حَرْبٍ وَنَجدَةٍ، | وَيَوْمُ مَقَامَاتٍ تُجَرُّ بُرُودُها |
كَأنّكَ لمْ تَعرِفْ غَطارِيفَ خِندِفٍ | إذا خَطَبَتْ فَوْقَ المَنَابِرِ صِيدُها |
إذا اجتَمَعَ الحَيَّانِ قيسٌ وَخندفٌ | فَثَمَّ معدُّ هَامُها وَعَديِدُها |
وَإنّ امرأ يَرْجُو تَميماً وعِزّهَا، | كَبَاسِطِ كَفٍّ للنّجومِ يُريدُها |
وَمِنّا نَبيُّ الله يتلُو كتابهُ | بِهِ دُوّخَتْ أوثانهَا وَيَهُودُها |
وماباتَ مِنْ قَوْمٍ يُصلّونَ قِبلةً | ولا غيرُهمْ إلاّ قُريشٌ تَقُودُها |