لوى ابن أبي الرقراق عينيه بعدما
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لَوَى ابنُ أبي الرّقْراقِ عَيْنَيْهِ بَعدما | دَنَا مِنْ أعَالي إيلِيَاءَ وَغَوّرَا |
رَجَا أنْ يَرَى مَا أهْلُهُ يُبْصِروُنَهُ | سُهَيْلاً، فَقَدْ وَارَاهُ أجْبَالُ أعفَرَا |
فكُنّا نَرَى النّجْمَ اليَمانيَّ عِنْدَنَا | سُهَيلاً فحالَتْ دُونَهُ أرْضُ حِميرَا |
وَكُنّا بِهِ مُسْتَأنِسِينَ كَأنّهُ | أخٌ أوْ خَلِيطٌ عَنْ خَليطٍ تَغَيّرَا |
بَكَى أنْ تَغَنّتْ فَوْقَ سَاقٍ حمامةٌ | شَآمِيّةٌ هَاجَتْ لَهُ فَتَذَكّرَا |
وَأضْحَى الغَواني لا يُرِدْنَ وِصَالَهُ، | وَبَيْنَا تَرَى ظِلَّ الغِيَايَةِ أدْبَرَا |
مَخابىءَ حُبٍّ مِنْ حُمَيدَةَ لمْ يزَلْ | بِهِ سَقَمٌ، مِنْ حُبّها، إذْ تَأزّرَا |
فَلَوْ كانَ لي بالشّأمِ مثلُ الذي جَبَتْ | ثَقِيفٌ بِأمْصَارِ العِرَاقِ، وَأكْثَرَا |
فَقِيلَ: أتِهِ! لمْ آتِهِ، الدّهْرَ، مَا دَعَا | حَمَامٌ عَلى سَاقٍ هَدِيلاً فقَرْقَرَا |
تَرَكْتُ بَني حَرْبٍ وَكانُوا أئِمَّةً، | وَمَرْوَانَ لا آتِيهِ، وَالمُتَخَيَّرَا |
أبَاكَ، وَقَدْ كان الوَليدُ أرَادَني | لِيَفْعَل خَيْراً أوْ لِيُؤمِنَ أوْجَرَا |
فَمَا كُنْتُ عَن نَفسي لأرْحلَ طائعاً | إلى الشّأمِ حتى كنتَ أنتَ المُؤمَّرَا |
فلَمّا أتَاني أنّهَا ثَبَتَتْ لَهُ | بِأوْتَادِ قَرْمٍ، مِنْ أُمَيّةَ، أزْهَرَا |
نَهَضْتُ بِأكْنَافِ الجَناحَينِ نَهضَةً | إلى خَيرِ أهلِ الأرْض فرْعاً وعُنصرَا |
فَحُبُّكَ أغْشَاني بِلاداً بَغِيضَةً | إليّ، وَرُومِيّاً بِعَمّانَ أقْشَرَا |
فلَوْ كنتُ ذا نَفسَينِ إنْ حَلّ مُقبِلاً | بإحْداهما مِنْ دونِكَ المَوْتُ أحمَرَا |
حَيِيتُ بأُخْرَى بَعْدَهَا إذْ تجَرّمَتْ | مَداها عَسَتْ نَفسي بها أنْ تُعَمَّرَا |
إذاً لَتَغَالَتْ بِالفَلاةِ رِكَابُنَا | إلَيْكَ بنا يَخْدِينَ مَشْياً عَشَنزَرَا |