أرى ابن سليم يعصم الله دينه
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أرَى ابنَ سُلَيْمٍ يَعصِمُ الله دِينَهُ | بِه، وَأثَافي الحَرْبِ تَغلي قُدُورُهَا |
هُوَ الحَجَرُ الرّامي بِهِ الله مَنْ رَمَى | إذا الأرْضُ بالناس اقشعَرّتْ ظهورُها |
وَكانَ إذا أرْضُ العَدُوِّ تَنَكّرَتْ | فَبابنِ سُلَيْمٍ كانَ يُرْمَى نَكِيرُها |
تَرَى الخَيْلَ تَأبَى أنْ تَذِلّ لفارِسٍ | سِوى ابنِ سُلَيْمٍ في اللقاء ذُكورُها |
وَرُومِيّةٍ فِيهَا المَنَايَا ضَرَبْتَهَا | بشَهْبَاءَ يُعْشِي النّاظِرِينَ قَتِيرُها |
وَيَوْمَ تَلاقَتْ خَيْلُ بابِلَ بالقَنَا | كتائِبَ قَد أبدى الضُّرُوسَ هرِيرُها |
فتَحْتَ لهمْ بالسّيفِ وَالخَيلُ تَلتَقي | على المَوْتِ من كلّ الفِريقينِ زُورُها |
تَرَى خَيْلَهُ غِبَّ الوَقِيعَةِ أصْبَحَتْ | مُكَلَّمَةً أعْنَاقُهَا وَنُحُورُها |
وَإنّا وَكَلْباً إخْوَةٌ، بَيْنَنَا عُرى | من العَقْدِ قد شدّ القُوَى من يُغيرُها |
تُخاضُ مِيَاهٌ لا غُمُورَ لمَائِها، | وَلَكِنّ كَلْباً لا تُخَاضُ بُحُورُها |
فَمَنْ يَأتِنَا يَرْجُو تَفَرُّقَ بَيْنِنَا | يُلاقِ جِبَالاً دُونَ ذاكَ وُعُورُها |
حَليفانِ بالإسلامِ وَالحَقِّ تَنْتَهِي، | إلى ابنِ سُلَيْمٍ بِالوفَاءِ، أُمُورُها |
هُوَ الحازِمُ المَيْمُونُ في كلّ وَقْعَةٍ | لَهُ حِينَ تُسْتَلّ السّيُوفُ بَشِيرُها |
نُجِيرُ على كَلْبٍ فيَمضِي جِوَارُنا، | وَيَعْقِدُ مِنْ كَلْبٍ عَلَيْنا مُجِيرُها |
لكَلبٍ حصىً لا يحسبُ الناسُ قِبصَهُ | وَأكثرُ من كَلْبٍ عَديداً نَصِيرُها |
قَبَائِلُ ضَمّتْهَا قُضَاعَةُ مِنْهُمُ: | هُذَيمٌ وَجسرٌ حينَ يطمو نَفيرُها |
سيُرْهَبُ من حَيَّيْ قضَاعةَ مَن عَوى | إلَيِهمْ من الأُسدِ الغَوَادي زَئِيرُها |
إذا حِمْيَرٌ قِيلَ احْسبُوهَا، فإنّهَا | قَليلٌ، فَكَلْبٌ فاحسبُوها كَثيرُها |
ألمْ تَكُ أرْباباً على النّاسِ حِمْيَرٌ، | لَيَاليَ مَنْ عَزّ الرّجالَ أمِيرُها |