لما رأيت الأرض قد سد ظهرها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
لمّا رَأيْتَ الأرْض قَدْ سُدّ ظَهرُهَا، | وَلمْ تَرَ إلاّ بَطْنَهَا لَكَ مَخْرَجَا |
دَعَوْتَ الذي ناداهُ يُونُسُ بَعدَمَا | ثَوَى في ثلاثٍ مُظْلِمَاتٍ، فَفَرّجَا |
فأصْبحتَ تحتَ الأرْض قد سرّت ليلَةً، | وَمَا سَارَ سَارٍ مِثْلَها حِينَ أدْلَجَا |
هُمَا ظُلْمَتَا لَيْلٍ وَأرْضٍ تَلاقَتَا | عَلى جَامِحٍ مِنْ أمرِهِ ما تَعَرّجَا |
خَرَجْتَ وَلمْ يَمْنُنْ عَلَيكَ طَلاقَةً | سِوَى رَبِذِ التّقْرِيبِ من آلِ أعوَجَا |
أغَرَّ مِنَ الحُوّ الجِيادِ، إذا جَرَى | جرَى جرْيَ عُرْيانِ القَرَا غيرِ أفحجا |
جَرَى بكَ عُرْيانُ الحَماتَينِ لَيْلَةً، | بها عَنكَ رَاخى الله ما كانَ أشنَجَا |
وَما احتَالَ مُحتالٌ كَحيلَتِهِ الّتي | بهَا نَفْسَهُ تحتَ الضّرِيحَةِ أوْلَجَا |
وَظلماءَ تحتَ الأرْضِ قد خضّتَ هوْلها، | وَلَيْلٍ كَلَوْنِ الطّيْلَسانيّ أدْعَجَا |