كيف ببيت قريب منك مطلبه
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
كَيْفَ بِبَيْتٍ قَرِيبٍ مِنْكَ مَطلَبُهُ | في ذاكَ مِنكَ كنائي الدّارِ مَهجُورِ |
دَسّتْ إليّ بِأنّ القَوْمَ إنْ قَدَرُوا | عَلَيْكَ يَشفُوا صُدوراً ذاتَ توْغيرِ |
إلَيْكَ مِنْ نَفَقِ الدَّهْنَا وَمَعْقُلَةٍ | خاضَتْ بِنا اللّيلَ أمثالُ القَراقِيرِ |
مُسْتَقْبِلينَ شَمالَ الشّأمِ تَضْرِبُنا | بحاصِبٍ كنَديفِ القُطنِ مَنْثُورِ |
عَلى عمائِمنَا يُلْقَى وَأرْحُلِنَا، | عَلى زَوَاحِفَ نُزْجِيها مَحَاسِيرِ |
إني وَإيّاكِ إنْ بَلّغْنَ أرْحُلَنَا، | كمَن بَوَاديهِ بعَدَ المَحلِ ممطُورِ |
وفي يمينِكَ سَيْفُ الله قَدْ نُصِرَتْ | عَلى العَدُوّ، وَرِزْقٌ غَيْرُ مَحْظُورِ |
وَقَدْ بَسَطْتَ يَداً بَيْضَاءَ طَيّبَةً | للنّاسِ مِنكَ بفَيْضٍ غَيرِ مَنزُورِ |
يا خَيْرَ حَيٍّ وَقَتْ نَعْلٌ لَهُ قَدَماً، | وَمَيّتٍ، بَعْدَ رُسْلِ الله، مَقْبُورِ |
إني حَلَفْتُ، ولَمْ أحْلِفْ على فَنَدٍ، | فِنَاءَ بَيْتٍ مِنَ السّاعينَ مَعمُورِ |
في أكْبَرِ الحَجّ حافٍ غَيرَ مُنْتَعِلٍ | مِنْ حَالِفٍ مُحرِمٍ بالحَجّ مَصْبورِ |
بالباعِثِ الوَارِثِ الأمْوَاتِ قَد ضَمِنتْ | إيّاهُمُ الأرْضَ بالدّهرِ الدّهارِيرِ |
إذا يَثُورُونَ أفْوَاجاً كَأنّهُمُ | جَرَادُ رِيحٍ من الأجداثِ مَنشورِ |
لَوْ لَمْ يُبَشِّرْ بِهِ عِيسَى وَبَيَّنَهُ، | كُنْتَ النّبيَّ الّذي يَدعُو إلى النُّور |
فأنْتَ، إذْ لَمْ تَكُنْ إيّاهُ، صَاحبُهُ | مَعَ الشّهِيدَينِ وَالصِّدِّيقُ في السُّورِ |
في غُرَفِ الجَنّةِ العُلْيَا التي جُعِلَتْ | لَهُمْ هُناكَ بِسَعْيٍ كانَ مَشكُورِ |
صَلّى صُهَيْبٌ ثَلاثاً ثُمّ أنْزَلَهَا | على ابنِ عَفّانَ مُلْكاً غَيرَ مَقصُورِ |
وَصِيّةً مِنْ أبي حَفْصٍ لِسِتّتِهمْ | كَانُوا أحِبّاءَ مَهْدِيٍّ وَمَأمُورِ |
مُهَاجِرِينَ رَأوْا عُثْمَانَ أقْرَبَهُمْ | إذْ بَايَعُوهُ لهَا وَالبَيْتِ والطُّورِ |
فَلَنْ تَزَالَ لَكُمْ، وَالله أثْبَتَهَا | فيكُمْ، إلى نَفخَةِ الرّحمَنِ في الصُّورِ |
إني أقُولُ لأصْحَابي، وَدُونَهُمُ | مِنَ السّمَاوَةِ خَرْقٌ خاشعُ القُورِ: |
سيرُوا، ولاَ تَحْفِلُوا إتْعابَ رَاحِلَةٍ، | إلى إمَامٍ بِسَيْفِ الله مَنْصُورِ |
إني أتَاني كِتَابٌ كُنْتُ تَابِعَهُ | إليّ مِنْكَ، وَلَمْ أُقْبِلْ مَعَ العِيرِ |
ما حَمَلَتْ نَاقَةٌ مِنْ سُوقَةٍ رَجُلاً | مِثْلي، إذا الرّيحُ لَفّتْني على الكُورِ |
أكْرَمُ قَوْماً وَأوْفَى عِنْدَ مُضْلِعَةٍ | لمُثْقَلٍ مِنْ دِمَاءِ القَوْمِ مَبْهُورِ |
إلاّ قُرَيْشاً، فَإنّ الله فَضّلَهَا | معَ النّبُوّةِ بالإسْلامِ وَالخِيرِ |
مِنْ آلِ حَرْبٍ، وَفي الأعياصِ مَنزِلهم، | هُمْ وَرّثُوكَ بِنَاءً عَاليَ السُّورِ |
حَرْبٌ وَمَرْوَانُ جدّاكَ اللّذا لَهُمَا | مِنَ الرّوَابي عَظِيمَاتُ الجَمَاهيرِ |
تَرَى وُجُوهَ بَني مَرْوَانَ تَحْسِبُهَا، | عِنْدَ اللّقاءِ، مَشُوفاتِ الدّنانيرِ |
الضّارِبينَ على حَقٍّ، إذا ضَرَبُوا | يَوْمَ اللّقَاءِ، وَلَيْسُوا بالعَوَاوِيرِ |
غَلَبْتُمُ النّاسَ بالحَقّ الّذي لَكُمُ | عَلَيْهِمُ وَبِضَرْبٍ غيرِ تَعْذِيرِ |
إنّ الرّسُولَ قَضَاهُ الله رَحْمَتَهُ | للنّاسِ، وَالنّاسُ في ظَلْماءَ دَيجُورِ |
لَقَدْ عَجِبْتُ مِنَ الأزْديّ جَاءَ بِهِ | يَقُودُهُ للمَنَايَا حَيْنُ مَغْرُورِ |
حَتى رَآهُ عِبَادُ الله في دَقَلٍ | مُنَكَّساً، وَهْوَ، مَقْرُونٌ بخِنْزِيرِ |
لَلسُّفْنُ أهْوَنُ بَأساً إذْ تُقَوِّدُهَا | في المَاءِ مَطْلِيَّةَ الألْوَاحِ بِالْقِيرِ |
وَهُمْ قِيَامٌ بِأيْدِيهِمْ مَجَادِفُهُمْ | مُنَطَّقِينَ عُرَاةً في الدَّقَارِيرِ |
حتى رَأَوْا لأبي العَاصِي مُسَوَّمَةً، | تَعْدُو كَرَادِيسَ بالشُّمّ المَغَاوِيرِ |
مِنْ حَرْبِ آلِ أبي العاصِي إذا غضِبوا | بِكلّ أبْيَضَ كالمِخْرَاقِ مأثُورِ |
اخْسَأْ كُلَيْبُ، فإنّ الله أنْزَلَكُمْ | قِدْماً مَنَازِلَ إذْلالٍ وَتَصْغِيرِ |