إليك بنفسي حين بعد حشاشة
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
إلَيْكَ بَنَفْسي، حين بَعْدَ حُشاشَةٍ، | رِكابَ طَرِيدٍ لا يَزَالُ عَلى نَحْبِ |
طَوَاهُنّ مَا بَينَ الجِوَاءِ وَدُومَةٍ، | وَرُكْبَانُهَا، طَيَّ البُرُودِ من العَصْبِ |
على شَدَنِيّاتٍ، كَأنّ رُؤوسَهَا | فؤوسٌ إذا رَاحَتْ رَوَاجفُ في نُصْبِ |
إذا هي بالرَّكْبِ العِجَالِ تَرَدّفَتْ | نَحايِزَ ضَحّاكِ المَطالعِ في النَّقْبِ |
خَبَطْنَ نِعَالَ الجِلْدِ، حتى كأنّها | شَرَاذيمُ في الأرْساغِ من خِرَق العُطبِ |
إلَيْكَ تَعَرّقْنَا الذُّرَى بِرِحَالِهَا، | وَكُلَّ قُتَارٍ في سُلامَى وَفي صُلْبِ |
أضَرّ بهَا التّرْحَالُ حتى تَحَوّلَتْ | من الأين سُوداً بَعد عيديّةٍ صُهْبِ |
وَغِيدٍ من الإدلاجِ تَحسِبُ أنّهُمْ | سُقوا بِنتَ أحَوالٍ تُدارُ على الشِّرْبِ |
تَميلُ بهمْ حِيناً وَحِيناً تُقِيمُهُمْ، | وَهُنّ بِنا مِثْلُ القِداحِ من القُضْبِ |
حَمَلْنَ مِنَ الحاجاتِ كُلَّ ثَقِيلَةٍ | إلَيْكَ على فَانٍ عَرَائِكُها حُدْبِ |
إلى خَيرِ مَأتىً يَطلُبُ الناسُ خَيَرَهُ، | إلَيْهِ مِنَ الآفَاقِ مُجتَمَعُ الرّكْبِ |
إلى بابِ مَنْ لمْ نَأتِ نَطْلُبُ غَيرَهُ | بشَرْقٍ من الأرْضِ الفضَاء وَلا غرْبِ |
إلى حَيثُ مَدّ المُلْكُ أطنابَ بَيتِهِ | على ابن أبي الأعياص في المنزِل الرّحبِ |
إذا ما رَأتْهُ الأرْضُ ظَلّتْ كَأنّهَا | تزَعزَعُ تَستَحيي الإمامَ من الرّعبِ |
دَعِي النّاسَ إلاّ ابنَ الخَليفَةِ، إنّهُ | من النّاسِ إنْ بلّغتِني أرْضَهُ حَسبي |
وَلَيْسَ بِلاقٍ مثْلَهُ الدّهْرَ خائِفٌ | أتَاهُ على مَاءٍ يَسِيرُ ولا تُرْبِ |
بِحَقّ وَليٍّ بَينَ يُوسُفَ عِيصُهُ | وَبَينَ أبي العاصي وَبَينَ بَني حَرْبِ |
يُشَدّ بِهِ الإسْلامُ بَعْدَ وَلِيّهِ | أبِيهِ فَأمْسَى الدِّينُ مُلتَئمَ الشَّعْبِ |
قُرُومٌ أبُو العاصي أبُوهُمْ كَأنّهُمْ | إذا لَبِسُوا صِيدُ المُعَبَّدَةِ الجُرْبِ |
وَصِيّةَ ثَاني اثْنَينِ بَعْدَ مُحَمّدٍ، | ضِرَابَ كِرَامٍ غَيرَ عُزْلٍ وَلا نُكبِ |
عمَدتُ بنَفسي حينَ خِفْتُ محيطَةً | إلَيْكَ وَما لي يا ابن مَرْوَانَ من ذنبِ |
إلى المَعْقِلِ المَفْزُوعِ من كُلّ جانبٍ | إلَيْهِ وَللغَيْثِ المَغيثِ مِنَ الجَدْبِ |
شَفيتَ من الدّاء العِرَاقَ كما شَفَتْ | يَدُ الله بالفُرْقانِ من مَرَضِ القَلبِ |
هُوَ المُصْطَفى بَعد الصّفِيّينِ للهُدى، | وفي العيصِ من أهلِ الخلافةِ والقُرْبِ |
بِقَوْمٍ أبو العاصي أبُوهُمْ سيوفُهُمْ | مَعاقلُ إذْ صَارَ القِتالُ إلى الضّرْبِ |
رَأيْتُ بَني مَرْوَانَ تَفسَحُ عنْهُمُ | سيُوفُهُمُ ضيقَ المَقامِ من الكَرْبِ |
وَتَعْرِفُ بالأبْطالِ وَقْعَ سُيُوفِهِمْ | وَآثارَها مِنْ مُندِباتٍ وَمَن خدْبِ |
وَعَاوٍ عَوَى حَتى استْثارَ عُوَاؤهُ | أبَا اثنَينِ في عِرّيسِ مَأسَدَةٍ غُلبِ |
أمَا كانَ في قَيْسِ بنِ عَيْلانَ نابحُ | فَيَنْبَحَ عَنهُم غَيرُ مُستَوْلغٍ كَلبِ |
وكانَ لهمْ لمّا عَوى الكَلبُ دونهُمْ | جَرِيرٌ عَلَيْهِمْ مثلَ رَاغيَةِ السَّقبِ |