كيف نخاف الفقر يا طيب بعدما
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
كَيْفَ نَخافُ الفَقْرَ يا طَيْبَ بَعدما | أتَتْنَا بِنَصْرٍ مِنْ هَرَاةَ مَقَادِرُهْ |
وَإنْ يَأتِنا نَصْرٌ مِنَ التُّرْكِ سالِماً | فَمَا بَعْدَ نَصْرٍ غائِبٌ أنا نَاظِرُهْ |
تَنَظّرْتُ نَصْراً وَالسِّماكَينِ أيْهُما | عليّ مِنَ الغَيثِ اتَهَلّتْ مَواطرُهْ |
مَضَى كمُضِيّ السّيفِ من كَفّ حازِمٍ | على الأمرِ إذْ ضَاقَتْ علينا مصَادرُهْ |
إذا مَا أبَى نَصْرٌ أبَتْ خِنْدِفٌ لَهُ | وَقد عَزّ مَن نَصرٌ، إذا خافَ، ناصِرُهْ |
إذا ما ابنُ سَيّارِ دَعَا خِنْدِفَ الّتي | لهَا مِنْ أعَزّ المَشْرِقَيْنِ قَساورهْ |
أتَتْهُ على الجُرْدِ الهَذَالِيلِ، فَوْقَها | دُرُوعُ سُلَيْمَانٍ لهَا، وَمَغافِرهْ |
أرَى النّاسَ مِنّا رَبُّهُمْ حينَ تَلتَقي | إلى زَمْزَمٍ رُكْبَانُ نَجْدٍ وَغائِرُهْ |
لَنا كلُّ بِطْرِيقٍ إذا قامَ لمْ يَقُمْ | مِنَ النّاسِ، إلاّ قَائِمٌ هُوَ آمِرُهْ |
هُوَ المَالِكُ المَهْدِيُّ وَالسّابِقُ الذي | لَهُ أوّلُ المَجْدِ التّلِيدِ وَآخِرُهْ |
تَنظّرْتُ نَصراً أنْ يجيء، وَإنْ يجيءْ | فإني كَمَنْ قَد مَرّ بالسَّعْدِ طائرُهْ |
رَجَوْتُ نَدى نَصرِ، وَدُونَ يمينهِ | فُراتانِ ، والطافي بِبلحٍ قراقرهْ |
فأصبحت أعطى النّاس للخيرِ والقرى | عَليهِ لأضيافٍ ، وجَارٍ يجاورهْ |
ألَمْ تَرَ مَنْ يَختارُ نصراً جَرَتْ لهُ | بَسَعْدِ السُّعودِ الخيرِ بالخير طائرُهْ |
لَهُ رَاحَتَا كَفّينِ في رَاحَتَتهِمَا | مِنَ البَحرِ فَيضٌ لا يُنَهَنهُ زَاخرُهْ |
لَهُ راحَتَا كَفَّيْنِ في راحَتَيْهِمَا | مِنَ البَصْرِ فَيْضٌ لاَ يُنَهْنَهُ زاخِرُهْ |
ألمْ ترَ نَصراً يَضمَنُ الطّعنَ وَالقِرَى | إذا الرّيحُ هبّت أوْ زَوى السَّرْحَ ذاعرُهْ |
وَلَوْ أنّ مَجْداً في السّمَاءِ وَعِنْدَها | تَنَاوَلهُ نَصْرٌ إلَيْهِ يُسَاوِرُهْ |