لولا يدا بشر بن مروان لم أبل
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لَوْلا يَدا بِشْرِ بنِ مَرْوَانَ لمْ أُبَلْ | تَكَثُّرَ غَيْظٍ في فُؤادِ المُهَلَّبِ |
فإنْ تُغلِقِ الأبَوابَ دُوني وَتَحتَجبْ | فَمَا ليَ مِنْ أُمٍّ بِغَافٍ وَلا أبِ |
وَلَكِنّ أهْلَ القَرْيَتَينِ عَشِيرَتي، | وَلَيسوا بوَادٍ مِنْ عُمانَ مَصَوِّبِ |
غَطارِيفُ من قَيسٍ مَتى أدْعُ فيهمِ | وَخِندِفَ يَأتُوا للصّرِيخِ المُثَوِّبِ |
ولمّا رَأيْتُ الأزْدَ تَهْفُو لحاهُمُ | حَوَاليْ مَزَوْنِيٍّ لَئِيمِ المُرَكَّبِ |
مُقَلَّدَةً بَعْدَ القُلُوسِ أعِنّةً | عَجِبتُ، وَمَن يَسمَعْ بذلك يَعجبِ |
تَغُمُّ أُنُوفاً لَمْ تَكُنْ عَرَبِيّةً | لِحَى نَبَطٍ، أفْوَاهُهَا لَمْ تُعَرَّبِ |
فكَيْفَ وَلمْ يَأتُوا بمَكّةَ مَنسِكاً؛ | ولمْ يَعبُدوا الأوْثَانَ عِندَ المحصَّبِ |
ولمْ يَدْعُ داعٍ: يا صَباحاً، فيَرْكَبوا | إلى الرّوْعِ إلاّ في السّفِينِ المُضَبَّبِ |
وَمَا وُجِعَتْ أزْدِيّةٌ مِنْ خِتَانَةٍ، | وَلا شَرِبَتْ في جِلدِ حَوْبٍ مُعَلَّبِ |
وَما انْتابَها القُنّاصُ بالبَيْضِ وَالجنا، | وَلا أكَلَتْ فَوْزَ المَنِيحِ المُعَقَّبِ |
وَلا سَمَكَتْ عَنها سَمَاءً وَلِيدَةٌ، | مَظَلّةُ أعْرَابِيّةٍ فَوْقَ أسْقُبِ |
ولا أوْقَدَتْ ناراً لِيعْشُوَ مُدْلِجٌ | إليها، وَلمْ يُسْمَعْ لها صَوْتُ أكْلُبِ |
ولا نَثَرَ الجاني ثِبَاناً أمَامَهَا؛ | وَلا انتَقلتْ من رَهبةٍ سَيلَ مِذنَبِ |
وَلا أرْقَصَ الرّاعي إلَيهَا مُعَجِّلاً | بِوَطْبِ لَقَاحٍ أوْ سَطيحَةِ مُعزِبِ |