ربع خلا من بدره مغناه
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
رَبْعٌ خَلاَ مِنْ بَدْرِهِ مَغنَاهُ | وَرَعَتْ بهِ عِينُ الْمَهَا الأَشبَاهُ |
بَدَلاً شَنِيئاً مِن مَحَاسِنِ صُورَةٍ | وَصَلَ الْقُلُوبَ بِنَاظِرَيْهَا اللهُ |
كانَتْ مُرَادَ عُيُونِنا فَرَمى الْهَوَى | رَيْبُ الزَّمَانَ فَشَتَّ صَرْفَ قُوَاهُ |
ولَرُبَّمَا أَرْتَعْتُ رَوضَةَ حُسْنِهَا | طَرْفِي ، وأَعْطَيْتُ الفُؤادَ مُنَاهُ |
مَا كَانَ عَهْدُ وِصَالِهَا لَمَّا نَأَتْ | إِلاَّ كَحُلْمٍ طارَ حُلْوُ كَرَاهُ |
فَتَنَاسَ مَنْ لم تَرْجُ رَجْعَةَ وُدِّهِ | وَوِصَالِهِ ، وتَعَزَّ عَنْ ذِكْرَاهُ |
بِمُجَنَّبٍ ، رَحْبِ الْفُرُوجِ ، مُشَذَّبٍ | نابِي الْقَذَالِ ، حَدِيدَةٍ أُذُنَاهُ |
ضَافِي السَّبِيبِ ، مُقَلِّصٍ لم تَنْخَزِلْ | مِنْهُ الْقَطَاةُ ، ولم يَخُنْهُ شَظَاهُ |
صَافِي الأَدِيمِ كَأَنَّ غُرَّةَ وَجْهِهِ | فَلَقُ الصَّبَاحِ انْجَابَ عَنْهُ دُجَاهُ |
يَجْرِي إِذا جَرَتِ الجِيادُ عَلَى الْوَنى | فَيَبُذُّ أْولى جَرْيِهَا أُخْرَاهُ |
يُدْنِيكَ مِنْ مَلِكٍ أَغَرَّ سَمَيْدَعٍ | يُدْنِيكَ مِنْ أَقْصَى مُنَاكَ رِضَاهُ |
لو قِيلَ مَنْ حازَ السَّماحَةَ والنَّدَى | يَوْمَ الْفَخَار ، لَقِيلَ ذَاكَ الشَّاهُ |
الشَّاهُ ، شَاهُ المَجْدِ غَيْرَ مُدَافَعٍ | حازَ المَكَارِمَ كُلَّهَا بُرْدَاهُ |
مَا الْبَحْرُ مَلْتَطِمُ الْعُبَابِ يُمِدُّهُ | بَحْرٌ يَفِيضُ بِسَيْبِهِ عَبْرَاهُ |
يَوْماً بأَسْمَحَ مِنْ أَسِرَّةِ كَفِّهِ | فِي حَالَتَيْهِ بما حَوَتْهُ يَدَاهُ |
كَلاَّ ، ولا غَيْثٌ تَهَلَّلَ مُزْنُهُ | بِحَيَا الوَرَى إِلاَّ كَبَعْضِ نَدَاهُ |
وَلَمَا أُسَامَةُ وَهْوَ يَحْمِي غِيلَهُ | ووَاءَهُ مَعَ عِرْسِهِ شِبْلاَهُ |
بِأَشَدَّ مِنْهُ في الزَّعَازِعِ مُقْدِماً | والمَوْتُ مُحْتَدِمٌ يَشُبُّ لَظَاهُ |
يَا كَاهِلَ الْمَجْدِ الَّذِي بفَعَالِهِ | أَرْسَى قَوَاعِدَ طَوْدِهِ رُكْنَاهُ |
وسَنَامَ مَفْخَرِهِ ، وشَمْسَةَ تاجِهِ | ونِظَامِهِ ، ومَكَانَ قُطْبِ رَحَاهُ |
لَمْ يَبْقَ حُرٌّ لم تَسِمْهُ نِعْمَةٌ | جُلِيَتْ لَهَا يَوْمَ الفَخَارِ حُلاَهُ |
إِلاَّ وَلِيَّكَ فاعْتَبِدْهُ بِشَاحِجٍ | لِطَرِيقِهِ لم يَحْوِهِ شَطَنَاهُ |
أَو مُقْرَبٍ رَحْبِ المَنَاخِرِ سابِحٍ | يَشجَى بهِ يَوْمَ اللِّقَاءِ عِدَاهُ |
لَكَ هَامَةُ المَجْدِ التَّلِيدِ ، وهَضْبُهُ | وشِعَابُهُ ، ونُجُودُهُ ، ورُبَاهُ |
مَا زِلْتَ لِلأَحْرَارِ أَحْرَزَ مَلْجَأٍ | يَحْتَلُّ مِنْكَ الأَكرَمُونَ ذُرَاهُ |