أتراه يظنني أو يراني
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أتَرَاهُ يَظُنُّني، أوْ يَرَانِي، | نَاسِياً عَهْدَهُ الذي استَرْعَاني ؟ |
لا وَمَنْ مَدّ غَايَتي في هَوَاهُ، | وَبَلاني مِنْهُ بِما قَدْ بَلاَني |
سَكَنٌ يَسْكُنُ الفؤَادَ عَلَى مَا | فيهِ مِنْ طَاعَةٍ، وَمن عِصْيانِ |
شَدّ ما كَثّرَ الوُشَاةُ وَلاَمَ الـ | ـنّاسُ في حُبّ ذَلِكَ الإنْسَانِ |
أيّهَا الآمِرِي بتَرْكِ التّصَابي، | رُمْتَ منّي ما لَيسَ في إمْكاني |
خَلِّ عَنّي، فَما إلَيكَ رَشَادي | من ضَلالي، وَلا عَلَيكَ ضَمَاني |
وَنَدِيمٍ، نَبّهْتُهُ وَدُجَى اللّيْـ | ـلِ، وَضَوْءُ الصّبَاحِ يَعتَلِجَانِ |
قُمْ نُبَادِرْ بهَا الصّيَامَ فَقَدْ أقْـ | ـمَرَ ذَاكَ الهِلاَلُ مِنْ شَعْبَانِ |
بِنتُ كَرْمٍ يَدْنُو بها مُرْهَفُ القَدّ | غَرِيرُ الصّبَا خَضِيبُ البَنَانِ |
أُرْجُوَانِيّةٌ، تُشَبَّهُ في الكَا | سِ بِتُفّاحِ خَدّهِ الأُرْجُوَانِي |
بَاتَ أحْلى لَدَيّ مِنْ سِنَةِ النّوْ | مِ، وأشهَى من مُفرِحَاتِ الأمَاني |
للإمَامِ المُعْتَزّ بالله إعْزَا | رٌ مِنَ الله قاهِرِ السّلْطانِ |
مَلِكٌ يَدْرَأُ الإسَاءَةَ بالعَفْـ | ـوِ وَيَجْزِي الإحسانَ بالإحسانِ |
سَلْ به تُخْبَرِ العَجيبَ، وإن كا | نَ السّماعُ المأثُورُ دونَ العِيَانِ |
وَتأمّلْهُ مِلْءَ عَيْنَيْكَ، فانظرْ | أيَّ رَاضٍ في الله، أوْ غَضْبَانِ |
بَسْطَةٌ تُرْهِقُ النّجُومَ، وَمَلْكٌ | عَظُمَتْ فيهِ مأثُرَاتُ الزّمَانِ |
أذْعَنَ النّاكِثُونَ إذْ ألقَتِ الحَرْ | بُ عَلَيهمْ بكَلْكَلٍ وَجِرَانِ |
فَفُتُوحٌ يَقصُصْنَ، في كلّ يَوْمٍ، | شأنَ قَاصٍ من الأعادي وَدانِ |
كلُّ رَكّاضَةٍ منَ البُرْدِ يَغدُو الـ | ـرّيشُ أوْلى بها مِنَ العُنْوَانِ |
قد أتَانَا البَشِيرُ عَنْ خَبَرِ الخَا | بُورِ بالصّدْقِ، ظاهِراً، والبَيَانِ |
عَنْ زُحُوفٍ منَ الأعادي وَيَوْمٍ | مِنْ أبي السّاجِ فيهِمِ، أرْوَنَانِ |
حُشِدَتْ مَرْبَعَاءُ فيهِ وَمَرْدٌ، | وَقُصُورُ البَلّيخِ والمَازِجانِ |
وَتَوَافَتْ حَلائِبُ السَّلْطِ والمَرْ | جَينِ مِنْ دَابِقٍ، وَمن بَطْنانِ |
تَتَثَنّى الرّماحُ، والحَرْبُ مَشْبُو | بٌ لَظَاهَا تَثَنّيَ الخَيْزُرَانِ |
كُلّمَا مَالَ جَانِبٌ من خَمِيسٍ، | عَدّلَتْهُ شَوَاجِرُ الخِرْصَانِ |
فَلَجَتْ حُجَّةُ المَوَالِي ضِرَاباً | وطِعَاناً لَمَّا الْتَقَى الخَصْمَانِ َ |
فَقَتِيلٌ تَحتَ السّنَابِكِ يُدْمَى، | وأسِيرٌ يُرَاقِبُ القَتْلَ، عَانِ |
لمْ تَكُنْ صَفْقَةُ الخِيَارِ عَشِيّاً | لابنِ عَمْرٍو فيها، ولا صَفْوَانِ |
جَلَبَتْهُمْ، إلى مَصَارِعِ بَغْيٍ، | عَثَرَاتُ الشّقَاءِ، والخِذْلانِ |
أسَفاً للحُلُومِ كَيفَ استَخَفّتْ، | بِغُلُوِّ الإسْرَافِ والطّغْيَانِ |
كَيفَ لمْ يَقْبَلُوا الأمَانَ وَقَدْ كا | نَتْ حَيَاةٌ لمِثْلِهِمْ في الأمَانِ |
يا إمَامَ الهُدَى نُصِرْتَ، ولا زِلْـ | ـتَ مُعَاناً باليُمْنِ والإيمَانِ |
عَزّ دينُ الإلَهِ في الشَّرْقِ والغَرْبِ | بِبِضِ الأَيَّامِ مِنْكَ الحِسَانِ |
واضْمَحَلَّ الشِّقَاقُ في الأرْضِ مُذْ طَا | عَ لكَ المَشْرِقَانِ والمَغْرِبَانِ |
لمْ تَزَلْ تَكْلأُ البلادَ بقَلْبٍ | ألْمَعيٍّ، وَنَاظِرٍ يَقْظَانِ |
إِنَّما يَحْفَظُ الأُمُورَ ويُتْوِيــ | ــهِنَّ بِحَزْمٍ مُواشكٍ أَو تَوَانِ |
مَا تَوَلّى قَلْبي سِواكُمْ، وَلاَ ما | لَ إلى غَيْرِكمْ بمَدْحٍ لِسَاني |
شأنيَ الشّكْرُ والمَحَبّةُ مُذْ كُنْـ | ـتُ وَحَقٌّ عَلَيْكَ تَعظيمُ شَاني |
ضَعَةٌ بي، إنْ لمْ أنَلْ بِمَكَاني | مِنْكَ عِزّاً، مُسْتأنِفاً في مَكاني |