أثيل العقيق إلى بانه
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أُثَيْلُ العَقيقِ إلى بَانِهِ، | فَعُفْرِ رُبَاهُ، فَقيعَانِهِ |
مَغَانٍ لوَحْشٍ تَصِيدُ القُلُو | بَ عُيُونُ مَهَاهُ وَغِزْلانِهِ |
صَبا بَعدَ إخلاسِ شَيبِ القَذا | لِ، وَبَعدَ اختلافاتِ ألوَانِهِ |
وَفِقدانِ إلْفٍ جَفَوْتُ الكَرَى، | وَعِفْتُ السّرُورَ، لِفِقْدانِهِ |
أطاعَ الوُشَاةَ عَلى كُرْههِ، | بِهَجْرِ المَشُوقِ، وَعِصْيَانِهِ |
وَلَوْ وكّلُوهُ إلى رَأْيِهِ | أتَى وَصْلُهُ، قَبلَ هِجرَانِهِ |
كَتَمتُ الهوَى، ثمّ أعلَنَتْهُ، | وَسِرّ الهَوَى قَبلَ إعْلانِهِ |
أُخَلّي عَنِ الشّيْءِ في فَوْتِهِ، | وَأطْلُبُهُ عِنْدَ إمْكَانِهِ |
وَآمُلُ مِنْ حَسَنٍ رَجْعَةٌ، | بِعَدْلِ الوَزِيرِ وَإحْسانِهِ |
إذا هَمّ أمْضَى شَبَا عَزْمِهِ، | وَكانَ التّوَدّدُ مِنْ شانِهِ |
وَلمْ يَتَوَقّفْ عَلى شَكّهِ، | فيَمْنَعُهُ تَنْفيذَ إيقَانِهِ |
صَليبٌ، تُكَشِّفُ عَن سَبْقِهِ، | إلى الرّأي، أحداثُ أزْمانِهِ |
وَقدْ حاجزَتْ عاجِماتِ الخُطُو | بِ عن النّبعِ شِدّةُ عيدانِهِ |
تَعَلّمَ مِنْ فَضْلِهِ المُفضِلُو | نَ، فأجرَوْا عَلى نَهجِ ميدانِهِ |
وَيَغْدُو، وَنَجدَتُهُ في الوَغَى | تُدَرِّبُ نَجْداتِ فُرْسَانهِ |
يهُولُ العِدَى جِدُّهُ في ادّخا | رِقُمْيصِ الحَديدِ، وَأبْدانِهِ |
إذا زَادَ في غَيظِهِ بَغْيُهُمْ، | وأنْكَرْتَ ظاهِرَ عِرْفانِهِ |
ففي السّيفِ، إنْ لمْ يَعدْ عفوُه، | شِفَاءُ مُمِضّاتِ أضْغَانِهِ |
تَلافَى رَعِيّتَهُ مُنْصِفاً، | وَوَفّى نَصِيحَةَ سُلْطانِهِ |
وَقامَتْ كِفايَتُهُ، دونَ مَا | رَجاهُ الحَسُودُ بِشَنْآنِهِ |
فَمَا الوَهْنُ نَهْجاً لتَدْبيرِهِ، | وَلا العَجْزُ داراً لإيطانِهِ |
إذا وَعَدَ اتّسَعَتْ كَفُّهُ | لإنْجَاحِهِ، دونَ حِرْمَانِهِ |
تُصُدِّقُ آمالَنَا عِنْدَهُ، | لدى سَليسِ النَّيلِ، عَجلانِهِ |
مَكارِمُ لا يَبتَني مِثْلَهَا | مُشَفِّقُهُمْ، يَوْمَ بُنْيَانِهِ |
تًسِيرُ القَوَافي بِأنْبَائِها، | مَسيرَ المَطيّ برُكْبَانِهِ |
شرَى بارِعَ المَجدِ، مُستَظهِراً | على القَوْمِ في رَفْعِ أثْمَانِهِ |
إذا طَاوَلُوهُ إلى سُؤدَدٍ، | عَلا النّجْمَ في بُعْدِ إمْعَانِهِ |
إذا ما استَطَعْنا مَدَى حاجَةٍ، | قَصَرْنا مَداهَا بِفِتْيَانِهِ |
بزُهْرٍ كأنّ السّحَابَ استَعَا | رَ من جودِهمْ فَيضَ تَهتانِهِ |
تَرَى الحَمدَ مُجتَمِعاً شَملُهُ | لأحْمَدِهِ بنِ سُلَيْمَانِهِ |
لأبيضَ يَعْلُو بقُرْبَى الوَزِيرِ | عُلُوَّ الوَزيرِ بشَيْبَانِهِ |
يُذكّرُنا لُبْسُ نَعْمَائهِ | لِبَاسَ الشّبابِ وَرَيْعَانِهِ |