ما لي لا يرحمني من أرحمه
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
مَا ليَ لا يَرْحَمُنِي مَنْ أَرحَمُهْ | يَظْلِمُ بالهِجْرانِ مَنْ لا يَظْلِمُهْ |
يُخْطِىءُ سَهْمِي ، وتُصِبيبُ أَسْهُمُهْ | وَإِنَّما أَسْقَمَ قَلْبِي مُسْقِمُهْ |
أَسْلَمَهُ لِلزَّعْفَرَانِ مُسْلِمُهْ | أَحْسَنُ مَنْ تَحْمِلُ نَعْلاً قَدَمُهْ |
لكِنَّهُ يَصْرِمُ مَنْ لا يَصْرِمُهْ | يُهِينُهُ طَوْراً ، وطَوْراً يُكْرِمُهْ |
وتَارَةً يَرْزُقُهُ ويَحْرِمُهْ | بَدْرٌ بَدَا فانْجَابَ عَاْهُ ظُلَمُهْ |
وَإِنَّما لُؤْلُؤَةٌ تَبَسُّمُهْ | مَا غَرَّ دَهْراً رابَنِيِ تَغَشُّمُهْ |
وكانَ لا يَهْدِمُني وأَهْدِمُهْ | أَيَّامَ لِي مُبْشَرُهُ ومُؤْدَمُهْ |
أَيَّامَ رأسِي كالغُرابِ أَسْحَمُهْ | يُتيِّمُ الرِّيمَ ولا يُتَيِّمُهْ |
ورُبَّما زَلَّتْ بِحُرٍّ قَدَمُهْ | والحُرُّ لا يأَخُذُ منهُ عَدَمُهْ |
ولا يَزِيدُ فِي اللَّئيمِ دِرْهَمُهْ | ومَهْمَهٍ مِثْلِ الفَنِيقِ عَلَمُهْ |
يصْدَحُ فِيهِ هامُهُ وبُوَمُهْ | وقد تَرَدَّى بالسَّرابِ أَكَمُهْ |
يَلْطِمُنَا عِفْرِيتُهُ ونَلْطِمُهْ | واللَّيلُ غِرْبِيبُ القَمِيصِ أَدْهَمُهْ |
إِلى الإِمامِ لا تجُفُّ قُذُمُهْ | مِنْ عاجِلٍ أَو آجِلٍ يُقَدِّمُهْ |
إِنَّ أَبا إِسحاقَ عَمَّتْ نِعَمُهْ | وجَعْجَعَتْ بالنَّاكِثِينَ نِقَمُهْ |
خَلِيفَةٌ يَعْلَمُ ما لا نَعْلَمُهْ | نِيطَتْ بأَعْلَى النَّجْمِ قِدْماً هِمَمُهْ |
وطابَ منهُ خِسمُهُ وشِيَمُهْ | لو كلَّمَ اللهُ إِماماً كَلِمُهْ |
إِمامُ عَدْلٍ كُلُّ فَضْلٍ تَوْأَمُهْ | ثُمَّ حَكِيمٌ أَدَّبَتْنَا حِكَمُهْ |
يُلْهَمُ ما كَانَ الرَّشيدُ يُلْهَمُهْ | قامَ بهِ الدِّينُ وقَامَتْ دُعُمُهْ |
وصَالَحَ السِّمْعِ الأَزَلَّ غَنَمُهْ | يا ناصرَ الإِسلامِ أَنْتَ سَلَمُهْ |
يُثْنِي عَلَيْكَ حِلُّهُ وحَرَمُهْ | ومِثْلَهُ حَطِيمُهُ وزَمْزَمُهْ |
كم مِنْ عَدُوٍّ لَكَ مَطْلُولٍ دَمُهْ | يَرْعَى النُّجُومَ ، والنُّجُومُ تَرْجُمُهْ |
أَنْتَ أَمِينُ اللهِ لا تُجَمْجمُهْ | وفي الحَدِيثِ والقَدِيمِ كَرَمُهْ |
وخَيْرُ بُنْيانِ المُلُوكِ أَقْدَمُهْ | والشَّامِخُ البَاذِخُ مِنْهُ قَشْعَمُهْ |