طفقت تلوم ولات حين ملامه
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
طَفِقَتْ تَلومُ، وَلاتَ حينَ مَلامِهِ، | لا عِنْدَ كبَْرَتهِ، وَلا إحْجَامِهِ |
لمْ يُرْوَ مِنْ مَاءِ الشّبَابِ، وَلا انجلتْ | ذَهَبِيّةُ الصّبَوَاتِ عَنْ أيّامِهِ |
أهْلاً بِزَائِرِنَا المُلِمّ، لَوَ انّهُ | عَرَفَ الذي يَعْتَادُ مِنْ إلْمَامِهِ |
جَذْلانُ، يَسمَحُ في الكَرَى بعِناقِهِ، | وَيَضَنُّ، في غَيرِ الكَرَى، بسَلامِه |
أتُرِيكَ أحْلامُ الدُّجى ذا لَوْعَةٍ، | كَلِفَ الضّلُوعِ يَرَاكَ في أحْلامِهِ؟ |
للصّامِتيّ مُحَمّدٍ في صَامِتٍ | نَسَبٌ، كَعِقْدِ الدُّرّ غِبَّ نِظامِهِ |
مُستَجمِعٍ شَرَفَينِ قَدْ جُمِعَا لَهُ | في جَاهِلِيّتِهِ، وَفي إسْلامِهِ |
إنْ قيلَ رَبْعيٌّ فَمِنْ آبَائِهِ؛ | أوْ قيلَ قَحْطَبَةٌ فَمِنْ أعْمَامِهِ |
وَخُؤولَةٌ مِنْ عَمْرِهِ، وَيَزِيدِهِ، | وَوَلِيدِهِ، وَسَعيدِهِ، وَهشَامِهِ |
أُنْظُرْ إلى تِلْكَ الجِبَالِ، فإنّهَا | مَعْدُودَةٌ في هَضْبِهِ وَإكَامِهِ |
كالسّيْفِ في إخْذامِهِ، وَالغَيْثِ في | إرْهَامِهِ، وَاللّيْثِ في إقْدامِهِ |
إنْ كُنتَ تُنكِرُ ما أقُولُ، فَجارِهِ، | أوْ بَارِهِ، أوْ نَاوِهِ، أوْ سَامِهِ |
مُتَشَعّبٌ، لا يَقْتَضِي في مَحْفِلٍ | مِنْ فَهْمِهِ شَيْئاً، وَلاَ إفْهَامِهِ |
أمْضَى عَلى خَصْمٍ غِرَارَ لِسَانِهِ، | فَكَأنّمَا أمضَى غِرَارَ حُسَامِهِ |
إمّا تَنَقّلَتِ العُهُودُ، فإنّهُ | ثَبْتٌ علَى عَهْدِ النّدى وَذِمَامِهِ |
وَيَبيتُ يَحْلَمُ بالمَكارِمِ وَالعُلاَ ، | حتّى يكونَ المَجْدُ جُلّ مَنَامِهِ |
أفْدِي نَداكَ، فَرُبّ يَوْمٍ جَاءَني | عَفْواً، يَقُودُ ليَ الغِنَى بزِمَامِهِ |
وَإذا أرَدْتَ لَبِسْتُ منكَ مَوَاهِباً، | يُنْشَرْنَ نَشْرَ الوَرْدِ مِنْ أكْمَامِهِ |
أمّا الجَوَادُ، فَقَدْ بَلَوْنَا يَوْمَهُ، | وَكَفَى بِيَوْمٍ مُخْبِراً عَنْ عَامِهِ |
جَارَى الجِيَادَ، فَطَارَ عَنْ أوْهامها | سَبْقاً، وكَادَ يَطيرُ عَنْ أوْهَامِهِ |
جَذْلانُ، تَلْطُمُهُ جَوَانبُ غُرّةٍ، | جَاءَتْ مَجيءَ البَدْرِ عِندَ تَمَامِهِ |
وَاسْوَدّ ثمَّ صَفَتْ، لعَيْنَيْ نَاظِرٍ، | جَنَبَاتُهُ، فأضَاءَ في إظْلامِهِ |
مَالَتْ جَوَانِبُ عُرْفِهِ، فََكَأنّهَا | عَذَبَاتُ أثْلٍ مَالَ تَحتَ حَمَامِهِ |
وَمُقَدَّمِ الأُذْنَينِ، تَحْسِبُ أنّهُ | بِهِمَا يَرَى الشّخْصَ الذي لأمَامِهِ |
يَختالُ في استِعرَاضِهِ وَيُكبُّ في استدْ | بارِهِ، وَيَشِبُّ في اسْتِقْدَامِهِ |
وَإذا التَقَى الثَّفْرَ القَصِيرَ وَرَاءَهُ، | فالطّولُ حَظُّ عِنَانِهِ وَحزَامِهِ |
وَكَأنّ فَارِسَهُ، وَرَاءَ قَذالِهِ، | رِدْفٌ، فَلَسْتَ تَرَاهُ مِنْ قُدّامِهِ |
لانَتْ مَعَاطِفُهُ، فَخُيّلَ أنّهُ، | للخَيْزُرَانِ، مُنَاسِبٌ بِعِظَامِهِ |
في شُعْلَةٍ كالشّيبِ لاحَ بمَفْرِقي، | غَزَلٌ لهَا عَنْ شَيْبِهِ بِغَرَامِهِ |
وَمُرَدَّدٍ بَينَ القَوَافي يَجْتَني | مَا شَاءَ مِنْ ألِفِ القَرِيضِ وَلامِهِ |
وَكَأنّ صَهْلَتَهُ، إذا اسْتُعْلي بِها، | رَعْدٌ يَُقَعْقِعَُ في ازْدِحَامِ غَمَامِهِ |
مِثْلُ العُقابِ انْقَضّ مِنْ عَلْيَائِهِ، | في بَاقِرِ الصَّمّانِ، أوْ أرْآمِهِ |
أَو كالغُرَابِ غَدَا يُبَاري صَحْبَهُ | بِسَوَادِ نُقْبَتِهِ، وَحُسنِ قَوَامِهِ |
لا شيءَ أجْوَدَ مِنْهُ غَيرُ فَتًى غَدَا | مِنْ جُودِهِ الأوْفَى، وَمِنْ إنْعامِهِ |
أرْسَلْتُهُ مِلْءَ العُيُونِ مُسَلَّماً | مِنْهَا، بشَهْوَتِهَا لِطُولِ دَوَامِهِ |
وَكَأنّ كُلّ عَجِيبَةٍ مَوْصُولَةٍ | بِتَقَسّمِ اللّحَظَاتِ في أقْسَامِهِ |
وَالطِّرْفُ أجْلَبُ زَائِرٍ لِمَؤونَةٍ، | مَا لمْ تُزِرْهُ بسَرْجِهِ وَلِجَامِهِ |