أصدود غلا بها أم دلال
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أَصُدُودٌ غَلاَ بِهَا أَمْ دَلاَلُ | يَوْمَ زُمَّتْ بِرامَةَ الأَجْمَالُ |
أَعَرَضَتْ عَطْفَةَ القَضِيبِ، وحَادَثْ | مِنْ قَرِيبٍ كَمَا يَحِيدُ الغَزَالُ |
عَهِدَتْنِي وَللشَّبيبةِ سِرْبالٌ | جَدِيدٌ ، فَأَنهَجَ السِّرْبَالُ |
ورأَتْنِي تَدَارَكَ الحِلْمٌ مِنِّي ، | وتَنَاهَى عَنْ عذْلِيَ الْعُذَّالُ |
إِنْ يَعُدْ هَجْرُهَا جَدِيداً ، فقدْ كَانَ | جَدِيداً مِنَّا ومِنْهَا الوِصالُ |
إِذ حَوَاشِي الزَّمَانِ خُضْرٌ رِقَاقٌ | وقَنَاةُ الأَيامِ فِيهَا اعْتِدَالُ |
واهَا بِالكَثِيبِ مِنْ جَنْبِ حُزْوَى | أَنَسٌ قَاطِنٌ وحَيٌّ حِلاَلُ |
تَلَفُ الحِلْمِ أَنْ بُطَاعَ التَّصَابي ، | وَرَدَى اللَّهْوِ أَنْ يَشِيب القَذَالُ |
أَبْرَجَ الْعَيْشُ فَالمشِيبُ قَذِّى في | أَعيُنِ الْبيضِ ، والشَّبَابُ جَمَالُ |
نَوِّلِينا ، وأَيْنَ مِنْكِ النَّوالُ | أَوعِدينَا ، ووعْدُ مِثْلِكَ آلُ |
أَنَا رَاضٍ بِاَنْ تَجُودِي بِقَوْلٍ | كَاذَبٍ ، أَو يُطِيفَ مِنْكِ خَيَالُ |
أَيُّهَا المُبْتَغِي مُسَجَلَةَ الْفَتْحِ | لَحَاولْتَ نَيْلَ ما لا يُنَالُ |
اَيْنَ تِلْكَ الأَخلاقُ مِنْكَ إِذا رُمْتَ | مَداهَا ، وأَين تِلْكَ الخِلاَلُ |
لَن تُجَارَى الْبِحَارُ حِينَ يَجِيشُ الْمَدُّ | فِيها ، ولَنْ تُوَازَى الجِبَالُ |
يبْعُدُ البَائِنُ المُبَرِّزُ فَوْتاً ، | وتَدانَى الضُّرُوبُ والأَشكالُ |
لَمْ تُسَلَّمْ لهُ المَقَادَةُ حَتَّى | عَرفَتْ فَضْلَهُ عَلَيْهَا الرِّجالُ |
رَفَعَتْ مَجْدَهُ عَلَيْهِ تَنُوخٌ | فَلَهُ فَوْقَ غَيْرِهِ إِطْلاَلُ |
قائلٌ ، فاعِلٌ ولَيْسَ يكونُ الْقَوْلُ | مجِْداً حتَّى يكُونَ الفَعَالُ |
وصَحِيحُ السَّماحِ بَينَ أُناسٍ | في سجَاياهُمُ عَلَيْنا اعْتِلاَلُ |
ثابِتٌ في المَكَرِّ إِذْ رَاحَ لِلْفُرْسانِ | عن جَانبِ الصَّرِيعِ مَجَالُ |
مَلِكٌ يَسْتَقِلُّ في رَأْيِهِ المُلْكُ | ، ويَحْيَا في فَضْلِهِ الإِفضَالُ |
وَإِذا ما حَلَلْتُ رَبْعَ أَبي الْفَضْلِ | ، فَثَمَّ السَّماحُ والإِبْلاَلُ |
مُتَعَلٍّ على الخُطُوبِ إِذ الْعَاثِر | ُ كَابٍ في صَرْفِها ما يُقَالُ |
ومُقِيمٌ صَغَى الأَمُورِ وفِيها | حَيَدٌ عن جِهَاتِها وانْفِتَالُ |
مُتَحَنٍّ علَى الخِلاَفَةِ ما يَنْقُصُ | في حَظْها ولا يَغْتَالُ |
شَاهِرٌ دُونَ حَقِّها عَزَمَاتٍ | تَتَحامَى مَكْرُوهَهَا الأَبْطَالُ |
وسُيُوفاً إِيمَاضُها أَوْجالٌ | للأَعَادِي ، وَوَقْعُها آجَالُ |
مُرْهَفَاتٍ ، لها إِذا أَظْلَمَ النَّقْعُ | علَيْهَا تَوقُّدٌ واشْتِعالُ |
أَبَداً يسْتَجِدُّ مِنهَا حَديثانِ | دَمٌ مِنْ عَدُوِّهِ وصِقَالُ |
كُلَّما جِئْتُهُ تَعَرَّفْتُ مَجْداً | مُسْتفَاداً للطَّرْفِ فيه مَجَالُ |
حَيْثُ لا تَدْفَعُ الحُقُوقَ المَعَاذِيرُ | ، ولا يَسْبِقُ العَطَاءَ السُّؤَالُ |
أَعْوَزَتْ مِن سِوَاك عارِفَةُ الجُودِ ، | وخَابَتْ في غَيْرِك الآمالُ |
أَنا مَنْ بَلَّهُ نَدَالَ ، وأَعلَتْ | مِنْهُ آلاَؤْك العِراضُ الطِّوَالُ |
وتوَّلَّتْهُ أَنْعُمٌ مِنْكَ يُحْملْنَ | خِفَافاً وَهُنّض وَفْرٌ ثِقَالُ |
مَالئاتٌ بذِكْرِكَ الأَرضَ شكْراً | وثَنَاءً ، وسَيْرُها إِرْسالُ |
طَالِعاتٌ تِلْكَ النِّجَادَ ،فَفِي كُلِّ | مَقَامٍ لَهُنَّ فِيهِ مقَالُ |