أكثرت في لوم المحب فأقلل
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أكْثَرْتَ في لَوْمِ المُحِبّ، فأقْلِلِ، | وَأَمَرْتَ بالصّبْرِ الجمِيلِ، فأجْملِ |
لَمْ يَكْفِهِ نَأيُ الأحْبّةِ باللّوَى، | حَتّى ثَنَيْتَ عَلَيْهِ لَوْمَ العُذّلِ |
قَسَمَ الصّبابَةَ فِرْقَتَيْنِ، فَشَوْقُهُ | للظّاعِنِينَ، وَدَمْعُهُ للْمَنْزِلِ |
مُتقَسِّمُ الأحْشاءِ، يُنْشِدُ أرْبُعاً | مُتَقَسِّماتٍ بالصَّبَا وَالشّمألِ |
حَطّتْ على تِلْكَ الأجارِعِ وَالرُّبَى | مِنْهُنّ، أعْباءُ الغَمامِ المُثقَلِ |
وَسَرَى الرّبيعُ لهَا يُنمْنِمُ وَشْيَهَا، | ضَرْبَيْنِ، بَينَ مُعَمَّدٍ وَمُهَلَّلِ |
وََلَرُبّ جِيدٍ وَاضِحٍ زُرْنَا بهَا، | وَمُقَبَّلٍ عَذبٍ، وَطَرْفٍ أكْحَلِ |
مِنْ كلّ مائِلَةِ الجُفونِ إلى الكَرَى، | عنْ طولِ ليْلِ الساهِرِ، المُتملمِلِ |
لَوْ شِئْتُ زِدْتُ الكاشِحينَ من الجوَى، | وَوصَلْتِ خِلّةَ عاشِقٍ لَمْ توصَلِ |
أهْلاً وَسَهْلاً بالأمِيرِ مُحَمّدٍ | بالمُقبِلِ المُوفي بِدَهْرٍ مُقْبِلِ |
أهْلاً وَسهلاً بابْنِ صالِحٍ الّذي | بَذَّ المُلوكَ بِرَأْفَةٍ، وَتَفَضُّلِ |
بالهاشِميّ، الصَّالِحىِّ المُكْتَسي | مِنْ فَضْلِ آصِرَةِ النّبيِّ المُرْسَلِ |
جَاءَ البَرِيدُ ِ يَهُزُّ مِنْهُ سمَاحَةً | قُرَشِيّةً، مِثْلَ الغَمامِ المُسْبِلِ |
بَحْرٌ لِكَفِّ المُستمِيحِ المُجتَدي، | بَدْرٌ لِعَيْنِ النّاظِرِ المُتأمّلِ |
لَوْ أنّ كَفّكَ لمْ تَجُدْ لِمُؤمِّلٍ، | لَكَفاهُ عاجِلُ وَجْهِِكَ المُتَهَلِّلِ |
أوْ أنّ مَجْدَكَ لم يكُنْ مُتقادِماً، | أغْنَاكَ آخِرُ سُؤدَدٍ عَنْ أوّلِ |
رَغّبْتَ قَوْماً في السّماحِ، وَأيْنَ هُمْ | إنْ ساجَلوكَ منَ السّماكِ الأعْزَلِ |
سَامَوْكَ مِنْ حَسَدٍ فَأَفْضَل مِنْهُمُ | غيرُ الجَوَادِ ، جادَ غيْرُ المُفضِلِ |
فبذَلْتَ فِينَا ما بذَلْتَ سَماحَةً، | وتَكَرّماً، وَبَذَلْتَ ما لمْ يُبْذَلِ |
وَتنَفَّسَتْ بكَ في المَكارِم هِمّةٌ، | نَزلَتْ مِنَ العَلْياءِ أرْفَعَ منزِلِ |
أَدْركْتَ ما فاتَ الكُهولَ مِن الحِجى | في عُنْفُوَانِ شَبابِكَ المُستَقبِلِ |
فإذا أمَرْتَ، فما يُقالُ لكَ اتّئِدْ، | وَإذا قَضَيْتَ فما يُقالُ لك اعْدِلِ |
جُزْتَ الفُرَاتَ إلى الشّآمِ بِرَاحَةٍ | أرْبَتْ على مَدّ الفُرَاتِ المُعجِلِ |
وَغَدَوْتَ في فَلَقِ الصّباحِ بِغُرّةٍ، | زَادَتْ على ضَوْءِ الصّباحِ المُنجَلي |
اللهُ اَعْطانَا المُنَى، فََقدِمتَ أسْـ | ـعَدَ مَقْدَمٍ، وَدَخلتَ أيمنَ مَدخلِ |
فالمَنُّ فِيكَ، وفي مجِيئِكَ سالماً، | لله ثُمّ القائِمِ المُتَوَكِّلِ |