لله ما تصنع الأجياد والمقل
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
للهِ ما تَصْنَعُ الأَجْيادُ والمُقَلُ | والأُقْحُوانُ الشَّتِيبُ الواضِحُ الرَّتِلُ |
تَرَنَّحَ الشَّرْبُ واغْتَالَتْ حُلُومَهُمُ | شَمْسٌ تَرَجَّلُ فِيهمْ ثُمَّ تَرْتَحِلُ |
لاَ تَسْترِيحُ إِلى المِلْوَى تُمَارِسُهُ | ولا تَبِيتُ على الأَوْتَارِ تَتَّكِلُ |
فِيها فَراغٌ مِنَ السُّلْوانِ يَشْغَلُها | عنِّي، وَفيَّ بهَا عَنْ غَيْرهَا شُغُلُ |
إِذا تَلَبَّثْتُ عَنْهَا ساقَ بي كَلَفٌ | بَرْحٌ، وأَوْجَفَني وَجْدٌ بِهَا عَجِلُ |
يَا عَلْوَ ،إِنَّ اعْتِلاَلَ القَلْبِ لَيْسَ لهُ | آسٍ ،يُدَاوِيهِ إِلاَّ خُلَّةً تَصِلُ |
هَلْ أَنتِ إِلاَّ قَضِيبُ الْبانِ تَعْطِفُهُ | مَرْضَى الرِّياحِ وتَعْدُوهُ فَيَعْتَدِلُ |
أَوِ الغَزَالةُ في دجْنٍ يُغازِلُها | أَو ظَبْيَةُ الْبَانِ في أَجْفَانها كَحَلُ |
كَيف التَّصرُّعُ في أَرضِ العِراقِ وَقَدْ | خلَّفْتُ بالشَّامِ مَنْ قَلْبِي بهِ خَبِلُ؟ |
بَلْ كَيْفَ يَحْسنُ بِي التَّقْرِيظُ والغَزَلُ | وشَيْبُ رأْسِي عَلَى الفَوْدَينِ مُشْتَعِلُ |
لَمْ يَبْقَ إِلاَّ حنِينُ الزِّيرِ أَسْمَعُهُ | والكَأْسُ يُصْبِحُنِيها الشَّارِبُ الثَّمِلُ |
عَاجلْ بنَا الرَّاحَ والرَّيْحانَ مُبْتَكِراً | فَلَيْسَ يَحسُنُ إِلاَّ فِيهمَا العَجَلُ |
واشْرَبْ علَى دَوْلَةِ المُعْتَزِّ إِنَّ لَهَا | حَظًّا مِنَ الحُسْنِ لم تَسْعَدْ بهِ الدُّوَلُ |
خَلِيفَةٌ يَخْلُفُ الأَنْوَاءَ نَائِلُهُ | إِذا تَهَلَّل قُلْتَ العارِضُ الهَطِلُ |
إِذا بَدَا وجَلاَلُ المُلْكِ يَغْمُرُهُ | حَسِبْتَهُ البَدْرَ وفَّي حُسْنَهُ الكَمَلُ |
رِباعُهُ في جِوَارِ اللهِ واسِطةٌ، | وحَبْلُهُ بِرَسُولِ اللهِ مُتَّصِلُ |
خَلَّتْ قُرَيْشٌ لهُ البَطْحَاءَ وانْصَرفَتْ | لَهُ عَنِ السَّهْلِ حتَّى حَازَهَا الجَبَلُ |
وفَضَّلُوهُ ،ولاَ تَزْكُو فَضَائِلُهمْ | إِلاَّ بتَفْضِيل أَقْوامِ بِهِمْ فَضَلُوا |
يَا مَنْ لَهُ أَوَّلُ العلْيَا وآخِرُها | وَمَنْ بجُودِ يَدَيْهِ يُضْرَبُ المَثَلُ |
أَنْقَذْتَنَا مِنْ خَبَالِ المُسْتَعَارِ وَقَدْ | أَوْبَا البِلاَدَ عَلَيْنَا رأْيُهُ الخَطِلُ |
هو المَشُومُ الذي كانتْ وِلاَيَتُهُ | بَلَوى تَهَالَكَ فيها النَّاس إِذْ خُذِلُوا |
غَزَلْتَهُ وَهْوَ مَذْمُومٌ عَلَى صُغُرٍ | ولمْ يَكَدْ لِلَجَاجِ الغيِّ يَنْعَزِلُ |
وَكَانَ كالعِجْلِ غُرَّ الجاهِلُون بهِ | وكُنْتَ مُوسى هَدَى القَوْمَ الأْلَى جَهِلُوا |
وَكَانَ كالجَسَدِالمُلْقَى ،فجِئْتَ كَمَا | جَاءَ سُلَيْمَانُ يَتْلُو قَوْلَكَ العَمَلُ |
فالدِّينُ في كُلِّ أُفْقٍ ضاحِكٌ بَهِجٌ، | والكُفْرُ في كُلّ أَرضٍ خَائفٌ وَجِلُ |
أَما المَوَالي فَجُنْدُ اللهِ حَمَّلَهُمْ | أَنْ يَنْصُرُوكَ فَقَدْ قَامُوا بِمَا احتَمَلوا |
بَقَاؤُهُمْ عِصْمَةُ الدُّنْيَا، وعِزُّهُمُ | سِتَرُ على بَيْضَةِ الإِسلامِ مُنْسَدِلُ |
رَدُّوا المُعَارَ،وتَابُوا مِنْ خَطِيئتِهِمْ | فِيهِ إِلى اللهِ،والإِثْمِ الَّذي فَعَلُوا |
خَطِيئَةٌ لَمْ تَكُنْ بِدْعاً ولا عَجَباً، | قَدْ أَخْطَأَتْ أَنْبِيَاءُ اللهِ والرُّسُلُ |
مَنْ يَرْكَبُ الخَطَرَ الصَّعْبَ الَّذي رَكِبُوا | بالأَمْسِ ،أَو يَبْذُلُ النَّصْرَ الَّذِي بَذلُوا؟ |
قَدْ جاهَدُوا عَنْكَ بالأَموَالِ وَافِرةً | وبالنُّفوسِ ،ونارُ الحَرْبِ تَشْتَعِلُ |
تَوَرَّدُوا النَّقْعَ لا حَيْدٌ ولا كَشَفٌ، | وباشَرُوا المَوْتَ لا مِيلٌ ولا عُزُلُ |
يُوَاتِرُونَ تِبَاعَ الكَرِّ إِنْ رَكِبُوا، | ويَصْدُقُونَ دِرَاكَ الطَّعْنِ إِنْ نَزَلُوا |
مَا مِثْلُ شَيْخِهِمُ حَزْماً وتَجْرِبَةً، | ولا كَبَأْسِ فَتاهُمْ حِينَ يَعْتَمِلُ |
ثَلاَثَةٌ جِلَّةٌ أِن شُووِرُوا نَصَحْوا، | أَوِ اسْتُعِينُوا كَفَوا ،أَو سُلِّطُوا عدَلُوا |
فاسْلَمْ لَهُمْ مَا دَعَتْ صُبْحاً مُطَوَّقَةٌ، | وَلَيْسلَمْور لَكَ ما حَنَّتْ ضُحىً إِبلُ |