صب يخاطب مفحمات طلول
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
صَب يُخَاطِبُ مُفْحَمَاتِ طُلُولِ، | مِنْ سائِلٍ باكٍ، وَمِنْ مَسْؤولِ |
حَمَلَتْ مَعَالِمُهُنّ أعْبَاءَ البِلَى، | حَتّى كَأنّ نُحُولَهُنّ نُحُولي |
يا وَهْبُ هَبْ لأخيكَ وِقفَةَ مُسعِدٍ | يُعطَى الأسَى مِنْ دَمْعِهِ المَبْذُولِ |
أو َمَا تَرَى الدّمَنَ المُحيلَةَ تَشتَكي | غَدَرَاتِ عَهْدٍ، للزّمَانِ، مُحيلِ |
إنْ كُنتَ تُنكِرُها فقَد عرَفَ البِلَى، | قِدْماً، مَعارِفَ رَبْعِها المَجهُولِ |
تِلْكَ التي لمْ يَعْدُهَا قَصْدُ الهَوَى، | مَالَتْ مَعَ الوَاشينَ كلَّ مَميلِ |
عَجِلَتْ إلى فَضْلِ الخِمارِ، فأثّرَتْ | عَذَباتُهُ بمَوَاضِعِ التّقْبيلِ |
وَتَبَسّمَتْ عندَ الوَداعِ، فأشرَقَتْ | إشرَاقَةً عَنْ عارِضٍ مَصْقُولِ |
أأخيبُ عِنْدَكِ، وَالصّبَا لي شافِعٌ، | وَأرَدُّ دونَكِ، وَالشّبَابُ رَسُولي |
وَلَقَدْ تَأمّلْتُ الفِرَاقَ، فلَمْ أجدْ | يَوْمَ الفِرَاقِ، على امرِىءٍ، بطَوِيلِ |
قَصُرَتْ مَسَافَتُهُ عَلى مُتَزَوِّرٍ | مِنْهُ لِدَهْرِ صَبَابَةٍ، وَعَوِيلِ |
وَإذا الكِرَامُ تَنَازَعُوا أُكْرُومَةً، | فالفَضْلُ للفَضْلِ بنِ إسْمَاعيلِ |
للأَرْوَعِ البُهْلُولِ ثابَ بهِ النَّدَى | مِنْ كُلّ أَروَعَ مِنْهُمُ بُهْلُولِ |
قُسِمُوا عَلى أخْلاقِهِمْ، فتَفَاوَتوا | فيهِنّ قِسْمَةَ غُرّةٍ وَحُجولِ |
في كُلّ مَكْرُمَةٍ يَدٌ مَبْسُوطَةٌ | مِنْ فَاضِلٍ مِنْهُمْ ومنْ مَفضُولِ |
لا تَطْلُبَنّ لَهُ الشّبيهَ، فإنّهُ | قَمَرُ التّأمّلِ، مُزْنَةُ التّأميلِ |
جَازَ المَدَى، فَرَمَى بغَيرِ مُنَاضِلٍ | في سُؤدَدٍ، وَجرَى بغيرِ رَسيلِ |
فمَتى سَمَتْ عَينُ الحَسودِ لفَخرِهِ، | رَجَعَتْ بطَرْفٍ، من عُلاهُ، كَليلِ |
يَدَعُ المُلُوكَ المُترِفُونَ عَتَادَهُمْ | لأغَرّ، عَنْ أشغالهِمْ، مَشْغُولِ |
مُستَأثِرٌ بالمَكْرُماتِ، تَعُودُهُ | فيهَا خَلائِقُ حَاسِدٍ، وَبَخيلِ |
وَمتى عَرَضْتَ لشُكْرِهِ، فالبرْجُ من | تُبَلٍ، عَلى ثَبَجِ الثّنَاءِ، ثَقيلِ |
وَمنَ الصّنائعِ ما يؤكَّدُ باللُّهَى، | فَيَنُوءُ حَامِلُهُ بعِبْءِ الفيلِ |
مُتَمَكّنٌ مِنْ هَاشِمٍ في رُتْبَةٍ | عَلْيَاءَ، بَينَ الغَفْرِ وَالإكْليلِ |
قَوْمٌ، إذا عَرَضَ الجَهولُ لمَجدهمْ، | عَطَفَتْ علَيْهِ قَوَارِعُ التّنْزِيلِ |
وإذا حَلَلْتَ فِنَاءَهُمْ مُتَوَسّطاً | فيهِمْ، فَما اسْمُ النِّيلِ غبرُ جَزِيلِ |
يَتغَوّلُ المُدّاحُ أدْنَى سَعْيِهِ | بِمَكَارِمٍ، مِثْلِ النجومِ، مُثُولِ |
فالدّهْرَ يِعْقِرُ بالقَوَافي أهْلُهَا | في العَرْضِ مِنْ آلائِهِ، وَالطّولِ |
يا فَضْلُ، جاءَ بك الزََََّمَانُ مُجرِّراً | كَرَماً، كَبُرْدِ اليُمنَةِ المَسدولِ |
أوْضَحتَ عن خُلُقٍ أضَاءَ لَهُ الدّجى، | وَأخُو الغَزَالَةِ آذِنَ بأُفُولِ |
وَشَمَائِلٍ كالمَاءِ صُفّقَ بَرْدُهُ، | برُضَابِ صَافيَةِ الرّضَابِ، شَمُولِ |
نَدْعُوكَ للخَطْبِ الجَليلِ بسَيّدٍ، | وَأخٍ، لقُرْبِكَ تَارَةً، وَخَليلِ |
وَكَذاكَ أنتَ البَحرُ، ثمّ تكونُ، في | كَرَمِ العُذوبَةِ، مُشْبِهاً للنِّيلِ |