أأخي نهنه دمعك المسفوكا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أأُخَيّ! نَهْنِهْ دَمْعَكَ المَسْفُوكا، | إنّ الحَوَادِثَ يَنْصَرِمْنَ وَشِيكا |
ما أذْكَرَتْكَ بمُترِحٍ صِرْفِ الجوَى، | إلاّ ثَنَتْهُ بِمُفْرِحٍ يُنْسيكَا |
ألدّهرُ أنصَفُ منكَ في أحكامِهِ، | إذْ كانَ يأخُذُ بَعضَ ما يُعطيكَا |
وَقلَيلُ هَذا السّعيِ يُكسِبُكَ الغِنى، | إنْ كَانَ يُغْنيكَ الذي يَكْفيكَا |
نَلْقَى المَنُونَ حَقَائقاً، وَكَأنّنا | مِنْ غِرّةٍ نَلْقَى بهِنّ شُكُوكا |
لا تَرْكَنَنّ إلى الخُطُوبِ، فإنّها | لَمعٌ يَسُرُّكَ تَارَةً وَيَسُوكا |
هَذا سُلَيمانُ بنُ وَهْبٍ، بَعْدَمَا | طَالَتْ مَسَاعيهِ النّجُومَ سُمُوكَا |
وَتَنَصّفَ الدّنْيا يُدَبّرُ أمْرَهَا، | سَبْعِينَ حوْلاً قَدْ تَمَمْنَ دكيكَا |
أغْرَتْ بهِ الأقْدارُ بَغْتَ مُلِمّةٍ، | ما كانَ رَسُّ حَديثِها مَأفُوكَا |
فكَأنّمَا خَضَدَ الحِمَامُ، بيَوْمِهِ، | غُصْناً بمُنْخَرَقِ الرّيَاحِ نَهيكَا |
بَلّغْ عُبَيْدَ الله فَارِعَ مَذْحِجٍ | شَرَفاً، وَمُعطَى فَضْلِها تَمليكَا |
مَا حَقُّ قَدْرِكَ أنْ أُحَمِّلَ مُرْسَلاً | غَيرِي آلَيكَ، وَلَوْ بَعُدْتُ ألُوكَا |
كُلُّ المَصَائبِ، ما بَقيتَ، نَعُدُّهُ | حَرضاً يزَِكُّ عنِ النّفوسِ رَكيكَا |
أنْتَ الذي لوْ قيلَ للجُودِ اتّخِذْ | خِلاًّ، أشَارَ إلَيكَ، لا يَعدُوكَا |
وَكأنّمَا آلَيْتَ وَالمعْرُوفَ، لا | تَألُوُهُ مُصْطَفياً، وَلا يَألُوكَا |
إنّ الرّزِيَّةَ في الفَقيدِ، فإنْ هَفَا | جَزَعٌ بصَبرِكَ، فالرّزِيئَةُ فيكَا |
وَمَتى وَجَدْتَ النّاسَ، إلاّ تَارِكاً | لحَميمِهِ في التُّرْبِ، أوْ مَترُوكَا |
بَلَغَ الإرَادَةَ إنْ فَداكَ بِنَفْسِهِ، | وَوَدِدْتَ لَوْ تَفْديهِ لا يَفْديكَا |
لَوْ يَنْجَلي لكَ ذُخْرُها مِنْ نَكبَةٍ | جَلَلٍ، لأضْحَكَكَ الذي يُبكيكا |
وَلحَالَ كُلُّ الحَوْلِ، من دونِ الذي | قَد باتَ يُسخِطُكَ الذي يُرْضِيكا |
ما يَوْمُ أُمّكَ، وَهْوَ أرْوَعُ نَازِلٍ | فَاجَاكَ، إلاّ دُونَ يَوْمِ أبيكا |
كَلْمٌ أُعِيدَ على حَشَاكَ، وَلَمْحَةٌ | مِمّا عَهِدْتَ الحَادِثاتِ تُريكَا |
وَفَجيعَةُ الأيّامِ قِسْمٌ سُوّيَتْ | فيهِ البرِيّةُ: سُوقَةٌ وَمُلُوكا |
عِبْْْْْءٌ تَوَزَّعَهُ الأَنامُ يُخِفُّهْ | أَلاَّ تَزالَ تُصِيبُ فيه شَريكَا |