للّهِ قاضي ديندوزَ فإِنهُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
للّهِ قاضي ديندوزَ فإِنهُ | قاضٍ إِذا أسدى أَطالَ وأَعرضا |
المتقنُ الأعمالَ حتى أنها | بهرتْ وأعجزَ صنعها من قد مضى |
ستر الأراملَ واليتامى كفُّهُ | وسعى فأصبحَ سعيهُ عينُ الرضى |
لولاهُ لم تسترْ لميتٍ عورة ٌ | فينا ولا كانتْ صلاة ٌ تُرتضى |
ما إِنْ تراهُ الدهرَ إِلاَّ آمراً | وسطَ النَدِيّ وناهياً ومُحَرّضا |
كم من فقيرٍ صنتَ مهجتهُ ولو | لا صنعُ كفّكَ كانَ من بردٍ قضى |
ورُواقِ ملكٍ أنتَ شِدتَ ظِلالَهُ | لولاكَ زالَ ظلالهُ وتقوّضا |
أَصبحتَ إِنْ نَشَرَ امرؤٌ مِن صُنْعِه | ما قد مضى تطوي الصنيعَ إذا مضى |
ولَرُبَّ مُنْبتّ وصلتَ بصَحبِه | وطريقهُ لخفائهِ قد أغمضا |
ولكم ركضتَ فنلتَ بالركضِ المنى | وأنرتَ مطويّاً ورضتَ الريّضا |
وكستْ أناملُكَ اليَراعَ وشائِعاً | هنَّ السحابُ سقى البلادَ وروّضا |
وصنيعة ٍ قد باتَ غيرُكَ نائماً | عنها وجفنُكَ ساهرٌ ما غمّضا |
معدودة ٍ ممدودة ٍ مشهودة ٍ | بيضاءَ أَعجلَ صُنعُها أَن يُقتضى |
كلتا يديكَ لصنعها مبسوطة ٌ | يتباريانِ كلمعِ برقٍ أومضا |
كم فارسٍ في راحتيك ثيابُهُ | وجوادُهُ والمشرفيُّ المُنْتَضى |
لو رامَ نشرَ صنائعٍ أَسديتَها | فيما مضى بَشَرٌ لضاقَ به الفضا |
يسقي إذا بخلَ السحابُ ويرتوى | منه وعارِضُ مُزنِه قد أَعرضا |
فاللّهُ يبقي للخليفة ِ صنعَهُ | ويَقي لنا قدميهِ مِن أَن ْ تُدحَضا |