لا تعرضنَّ لضيقِ المقلِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لا تعرضنَّ لضيقِ المقلِ | فتبيتَمن أمنٍ على وجلِ |
واترك ظِباء التركِ سانحة ً | لا تعترضْ لحبائلِ الأجلِ |
فمتى يُفيقُ وقيذُ نافذة ٍ | مشحوذة ٍ بالسِحر والكحَلِ |
لا يوقعنَّكَ عذبُ ريقتها | أنا من سُقيتُ السُّمَّ في العسلِ |
من كلّ مائسة ٍ منعَّمة ٍ | غرقى الأياطلِ فعمة َ الكفلِ |
خطرتْ بمثلِ الرمحِ معتدلٍ | ورنتْ بمثلِ الصارمِ الصقلِ |
وتنفَّستْ عن عنبرٍ عبقٍ | وتبسَّمتْ عن واضحٍ رتلِ |
خودٌ تعثّرُ كلما رقصتْ | من شعرها بمسلسلٍ رَجِلِ |
بيضاءُ تنظرُ من مضيَّقة ٍ | سوداءَ تهزأ من بني ثُعَلِ |
وبليَّتي من ضِيق مُقلتِها | إِنْ خِيفَ فتكُ الأعيُن النُّجُلِ |
تسعى بصافية ٍ مُعتَّقة ٍ | تبدو لنا في الكأسِ كالشُّعَلِ |
هجرتْ بلوذانا مهاجرة ُ | وتنصّلتْ من غلظة الجبلِ |
وتعتَّقتْ في آبلٍ حقباً | لم تُمتَهنْ مزجاً ولم تُذَلِ |
ودنتْ كأنَّ شعاعها قبسٌ | بادٍ وإِنْ جلَّتْ عن المثَلِ |
في روضة ٍ عُنيَ الربيعُ بها | فأبانَ صنعة َ علة ِ العِللِ |
وكأنَّ آذاراً تنوَّقَ في | ماحاكَ من حُلَلٍ لها وحُلي |
وكأنما فَرشتْ بساحتها | فَرُشَ الزُّمرُّدِ راحة ُ النَّفَلِ |
وكأن كفَّ الجوّ من طربٍ | نثرتْ عليها أنجمُ الحملِ |
شقَّ الشقيقُ بها ملابسَهُ | حزناً على ديباجة ِ الأصلِ |
فكأنَّه قلبٌ تصدَّعَ عنْ | سودائِه فبدتْ من الخَلَلِ |
خطبَ الهزارُ على منابرها | فاعجبْ لأعجمَ مفصحٍ غزلِ |
ودعتْ حمائمُها مرجّعة ً | فوقفتُ في شغلٍ بلا شغلِ |
فكأنَّ في أغصانها سَحَراً | ثاني الثَّقيلِ ومطلقِ الرملِ |
وكأنّما أغصانها طربتْ | فتأوّدتْ كالشاربِ الثملِ |
جَرَّ النسيمُ بها مَطارِفَهُ | فتنفَّستْ عن عنبرٍ شَمِلِ |
همَّ الأٌاحُ بلثمِ نرجسها | فثنى له ليتاً ولم يطلِ |
وتنظَّم المنثورُ وافتضحَ النَّـ | مامُ وانقبضتْ يدُ الطَّفلِ |
وأسالَ باناسٌ ذوائبَهُ | فتجعدتْ في ضيّق السُّبُلِ |
أنّى اتجهتَ لقيتَ منبجساً | متدفقاً في يانعٍ خضلِ |
فكأنّها استسقتْ فباكرها | كفُّ العزيزِ بمسبلٍ هَطِلِ |
يغشى الوغى والحربُ قد كشرتْ | للموتِ عن أنيابها المصلِ |
والشمسُ كالعذراءِ كاسفة ٌ | محجوبة ٌ بالنّقعِ في كللِ |
ملكٌ صوارمهُ رسائلهُ | إنَّ الصوارمَ أبلغَ الرسلِ |
ملكٌ قصرتُ على مدائحهِ | شعري وعندَ نوالهِ أملي |
لا أبتغي من غيره نعماً | كم عفتُ من بِرٍّ تعرضَ لي |
عثَّرتَ خلفكَ كلَّ ذيث كرمٍ | يجري وراكَ وأنتَ في مَهَلِ |
ومتى ينالُ علاكَ مجتهدٌ | هيهاتَ أين التُرْبُ من زُحَل |
سفهاً بحلمي إِن تركتُ أَتِـ | ـيَّ السيلِ واستغنيتُ بالوَشَلِ |