لو لم يخالط بينك أضلعي
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لو لم يخالط بينك أضلعي | قاني دمي ما كنت إلا مدعي |
قد صحَّ عندك شاهدٌ من عَبرتي | فسل الدجى ونجومه عن مضجعي |
عاقبتني بجناية لم أجنها | ظلماً وكم من حاصدٍ لم يزرعِ |
ومنعتَ طيفكَ من زيارة عاشقٍ | حاولت مهجته فلم يتمنّعِ |
وأمالَك الواشي ولولا غِرَّة ٌ | كان الصِّبى سبباً لها لم تخدعِ |
فجمعتُ أثقالَ الصدودِ إلى النوى | فوق المَلامِ إلى فؤادٍ موجَعِ |
يا راحلاً والقلبُ بين رِحاله | يقتادهُ حفظاً لعهدِ مضيّعِ |
هلاَّ وقفتَ على محبّك حافظاً | عهد الهوى فيه وقوفَ مودّعِ |
كيف السبيل إلى السلوّ ولم تُعدْ | عقلي عليَّ ولم تدعْ قلبي معي |
فسقى زماناً مرّ لي بطويلعٍ | صوبُ الحيا وسقى عراص طويلعِ |
فلأصبرنّ على الزمان وجوره | صبر امريءٍ متجمّلٍ لم يخضعِ |
ولألبسنَّ من التّجلدِ نثرة ً | حصداءَ تهزأُ من سوابغَ تبّعِ |
ولأشكرنَّ حوادثاً قذفتْ بآ | مالي إلى الملك الهمام الأروعِ |
ضافي لباسِ المجدِ صافي المَشرعِ | |
ورأتُ أحسنَ منظرٍ وخبرتُ أطـ | يبَ مخبرٍ وحللتُ أَرفعَ موضعِ |
في ظلِّ وضّاحِ الجبين سميذعٍ | من نسلِ وضّاح الجبين سميذعِ |
الأشرفِ الملك الذي بذلُ النَّدى | من كفّه طبعٌ بغيرِ تطبُّعِ |
ملكٌ له يوم الهياج مواقفٌ | مشهورة ٌ لا يدعيها مُدَّعي |
متبسّمٌ في كلِّ يومٍ عابسِ | متوضّحٌ في كل خطبٍ أسفَعِ |
يروي حرارَ السّمهري بكفه | يوم الوغى من قلب كل مدرّعِ |
سِيَّانِ عند يمينِه وحسامِه | في الحربِ هامة ُ حاسرٍ ومعنَّعِ |
ولطالما حطَم الوشيجَ بكفّه | من بعدِ حشوِ الدرعِ بين الأضلعِ |
ملكٌ متى استسقيتَ بحرَ يمينه | جادتْ عليك بديمة ٍ لم تُقلعِ |
حسنتْ مواقعُها وكم مِن ديمة ٍ | جهلتْ فجادتْ في سباخٍ بلقعِ |
ولطالما غشيَ الوغى بثلاثة ٍ | في ظهرِ منسوبٍ يطيرُ بأربعِ |
بأصمَّ معتدلٍ وأبيضَ صارمٍ | وجنانُ مضَّاء العزيم مشيَّعِ |
كم موقفٍ ضنكٍ فلولا صبرُه | فيه لوقع البيضِ لم يتوسَّعِ |
من معشرٍ شرعوا السَّماح وأرشدوا | فيه العُفاة َ إلى طريقٍ مَهيَعِ |
فبلغتُ من نعماه مالا ينتهي | أملي ولم يطمحْ إليهِ مطمعي |
وصروفَ دهري أن تطوفَ بمربعي | |
متبرعٌ بالجودِ قبلَ سؤاله | والجودُ جود الباديء المُتبرّعِ |
فغدوتُ أنشد جوده متمثلاً | ونوالهُ مثلَ السُّيولِ الدُّفعِ |
ولقد دعوتُ ندى الكرام فلم يجب | فلأشكرنَّ ندى ً أجابَ وما دعى " |