خذا من بكاء في المنازل أو دعا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
خُذا مِنْ بُكاءٍ في المَنازِلِ، أوْ دَعَا، | وَرُوحَا على لَوْمي بهِنّ، أوِ أرْبَعَا |
فَما أنَا بالمُشتَاقِ، إنْ قُلتُ أسْعِدَا | لِنَنْدُبَ مَغنىً مِنْ سُعَادَ، وَمَرْبَعَا |
وَلي لَوْعَةٌ تَستَغرِقُ الهَجرَ وَالنّوَى | جَميعاً، الحُُبٌّ يُنفِدُ َودْمعَ أجمَعَا |
على أنّ قَلْبي قَدْ تَصَدّعَ شَمْلُهُ | فُنُوناً لشَمْلِ البِيضِ، حينَ تصَدّعَا |
ظَعائنُ أظعَنّ الكَرَى عن جُفونِنَا، | وَعَوّضْنَنَا مِنْهُ سُهَاداً وَأدْمُعَا |
نَوَينَ النّوَى، ثمّ استَجبنَ لهَاتِفٍ | مِنَ البَينِ نادى بالفِرَاقِ، فأسْمَعَا |
وَحاوَلْن كِتمانَ التّرَخّلِ بالدّجَى، | فَنَمّ َبهِنّ المِسْكُ حِينَ تَضَوّعَا |
أمُولَعَةً بالبَينِ! رُبّ تَفَرّقٍ | جَرَحتِ بهِ قَلْباً، بحُبّكِ، مُولَعَا |
وَمِنْ عاثِرٍ بالشّيبِ ضَاعَفَ وَجدَهُ | على وَجْدِهِ، إنْ لمْ تَقُولي لهُ لَعَا |
فأثْقِلْ عَلَيْنَا بالمَشيبِ مُسَلِّماً، | وَأحْبِبْ إلَيْنَا بالشّبابِ مُوَدِّعَا |
ألَمْ تَرَيَا البرْقَ اليَمانيّ مُصْلَتاً، | يُضِيءُ لَنا مِنْ نَحْوِ يَبْرين أجرَعَا |
تَرَفْعَ، حتى لمْ أُرِدْ، حينَ شِمْتُهُ | مِنَ الجانِبِ الغَرْبيّ، أنْ أتَرَفّعَا |
فكَمْ بَلقَعٍ من دونِهِ سَوْفَ تَقترِي، | إلى طَيّهِ، العَنْسُ العَلَنْداةُ بَلْقعَا |
إلى آلِ قَيسِ بن الحُصَينِ، وَلم تكُنْ | لتَبلُغَهُمْ إلاّ فَقَاراً وَأضْلُعَا |
فَلا بُدَّ من نَجرانِ تَثْلِيث إِن نَأَوْا، | وإِن قَرُبُوا شيئاً فنَجْرانِ لعْلَعا |
مُلُوكٌ، إذا التَفّتْ عَلَيهِمْ مُلِمّةٌ | رَأيْتَهُمُ فيهَا أضَرّ وَأنْفَعَا |
هُمُ ثَأَرُوا الأخدودَ، لَيلَةَ أغرَقَتْ | رِمَاحُهمُ في لُجّةِ البَحْرِ تُبّعَا |
صَناديدُ، يَلْقَوْنَ الأسِنّةَ حْسّراً | رِجَالاً وَيَخشَوْنَ المَذَلّةَ دُرَّعاَ |
إذا ارْتَفَعَوا في هَضْبَةٍ وَجَدُوا أبَا | عَلِيهِمُِ أعْلَى مَكاناً وَأرْفَعَا |
وَأقرَبَ، في فَرْطِ التّكَرّمِ، نائِلاً، | وَأبْعَدَ، في أرْضِ المَكارِمِ، مَوْقِعَا |
قَفَا سُنّةَ الدّيّانِ مَجْداً وَسُؤدَداً، | وَلمْ يَرْضَ حتى زَادَ فيها، وَأبدَعَا |
لَمَرَّ عَلَيْنا غَيْمُهُ، وَهْوَ مُثْقَلٌ، | وَعَرّجَ فينَا وَبْلُهُ، فتَسَرّعَا |
وَسِيلَ، فأعطَى كلّ شيْءٍ، ولم يُسَلْ | لكَثْرَةِ جَدْوَى أَمْسِهِِ، فتَبَرّعَا |
جَوَادٌ، يرَى أنّ الفَضيلَةَ لمْ تكُنْ | تَجُوزُ بِهِ الغَاياتِ، أوْ يَتَطَوّعَا |
فَلَوْ كانَتِ الدّنْيَا يَرُدُّ عِنَانَهَا | عَلَيْهِ النّدَى، خِلْنَا نَداهُ تصَنُّعَا |
أصَاب شَذاةَ الحادِثِ النُّكرِ إذْ رَمى، | وَأدْرَكَ مَسعاةَ الحُصَينَينِ إذ سَعَى |
كَرِيمٌ، تَنالُ الرّاحُ منهُ، إذا سرَتْ، | وَيُعْجِلُهُ داعي التّصَابي، إذا دَعَا |
وَأبْيَضُ وَضّاحٌ، إذا ما تَغَيّمَتْ | يَداهُ تَجَلّى وَجْهُهُ، فتَقَشّعَا |
تَرَى وَلعَ السّؤالِ يَكْسُو جَبينَهُ، | إذا قَطّبَ المَسؤولُ، بشْراً مُوَلَّعَا |
تَخَلّفَ شَيْئاً في رَوِيّةِ حِلْمِهِ، | وَحَنّ إلَيْنَا بَذْلُهُ، فَتَسَرّعَا |
تَغَطْرَسَ جُودٌ لمْ يَِّكلفْهُ وَقْفَةً، | فيَختَار فيهَا، للصنّيعَةِ، مَوْضِعَا |
خَلائِقُ، لَوْلاهُنّ لمْ تَلْقَ للعُلا | جِمَاعاً، ولا للسّؤدَدِ النّثْرِ مَجمَعَا |
سَعيدِيّةٌ، وَهْبِيّةٌ، حَسَنِيّةٌ، | هيَ الحُسنُ مَرْأى، وَالمَحاسنُ مَسمعَا |
فلا جُودَ إلاّ جُودُهُ، أوْ كَجودِهِ، | وَلا بَدْرَ ما لمْ يُوفِ عشراً وَأرْبَعَا |
عَدَدْتُ فلَمْ أُدْرِكْ لفَضْلِكَ غايةً، | وهل يُدرِكُ السّارُونَ للشّمسِ مَطلعَا |
وَما كُنتُ في وَصْفيكَ إلاّ كَمُعتَدٍ، | يَقيسُ قَرَا الأرْضِ العرِيضَةِ أذرُعَا |
وَلي غَرْسُ وِدٍّ في ذَرَاكَ، تَتابَعَتْ | لهُ حِجَجٌ خُضرٌ، فَأثّ وَأيْنَعَا |
وَكُنْتَ شَفيعي، ثمّ عادَتْ عَوَائِدٌ | مِنَ الدّهْرِ آلَتْ بالشّفيعِ مُشَفِّعَا |
رَدَدْتُ مُدَى الأيّامِ مَثنىً وَموْحَداً، | وَقد وَرَدَتْ مني ورَِيداً وَأخدَعَا |