وما خفت جدي في الصديق يسوءه
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
وما خِفْتُ جِدّي في الصّديقِ يسوءُهُ، | وَلكِنْ كَثيراً ما يُخافُ مُزَاحي |
وَرُبّ مُبَارٍ للرّيَاحِ بجُودِهِ، | منَ الأجْودِينَ الغُرّ، آلِ رِياحِ |
متى بِعْتُ مُختاراً رِضَاهُ بسُخطِهِ، | تبدّلْتُ خُسْري، كلّهُ، بِفَلاحي |
وكمْ عَاتِبٍ بِالرِّيّ يَثْلِمُ عَتْبُهُ | مَضَارِبَ سَيْفي، أوْ يَهِيضُ جَناحي |
وَقَفْتُ لهُ نَفسي على ذُلّ مُذْنِبٍ، | يُكَثِّرُ مِنْ زَارٍ عَلَيْهِ، وَلاحِ |
كأنّ الرّياحِيّينَ، حَيْثُ لقِيتُهُمْ، | وَإن لَؤمُوا أصْلاً، قُرَيشُ بِطاحِ |
وَلَمْ أرَ قَوْماً لمْ يكونوا لِرِشْدَةٍ، | أحَقَّ بِسَرْوٍ منِهُمُ، وَسَماحِ |
مَضَى حَسَنٌ لا عَهْدُهُ بِمُذَمَّمٍ | لَدَيْنَا، ولا أفْعَالُهُ بِقِباحِ |
وَدارَكَ منْ نَجْوِ النّغِيلِ احتِشاؤهُ، | فَبَاتَ حُبارَى هَيْضَةٍ وَسُلاحِ |
فإلا يقلنا الله عثرةٌ دبره | نبت نصب حزن للنفوس متاح |
وَمِن أبْرَحِ الأشْجانِ إبرَاحُ وَجْدِنا | على مِعَدٍ مَأفونَةٍ، وَفِقَاحِ |