يزداد في غي الصبا ولعه
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يَزْدادُ في غَيّ الصّبا وَلَعُهْ، | فكأنّمَا يُغرِيهِ مَنْ يَزَعُهْ |
وإذا نَقُولُ الصّبْرُ يَحْجِزُهُ، | ألْوَى بصَبْرِ مُتَيَّمٍ جَزَعُهْ |
وَلَقَدْ نَهَى، لَوْ كانّ مُنْتَهِياً، | فَوْدٌ يُنَازِعُ شَيْبَهُ نَزَعُهْ |
ما لَبْثُ رَيْعَانِ الشّبابِ، إذا | نذر المَشيبِ تَلاَحَقَتْ شُرَعُهْ |
والشّيْبُ فيهِ، عَلَى نَقِيصَتِهِ، | مَسلى أخي بَثٍّ، وَمُرْتَدَعُهْ |
بَرْقٌ بذي سَلَمٍ يُؤرّقُني | خَفَقَانُهُ، وَتَشُوقُني لُمَعُهْ |
وَلَرُبّ لَهْوٍ قَدْ أشَادَ بِهِ | مُصْطَافُ ذي سَلَمٍ، وَمُرْتَبِعُهْ |
عستِ الإضاقةُ أنْ يُنالَ بها | جِدةٌ ونَكَّلَ ضارياً شِبعُهْ |
والفَسْلُ يَسْلُبُهُ عَزِيمَتَهُ | أدْنَى وُجُودِ كِفايَةٍ، تَسَعُهْ |
لا يَلْبَثُ المَمْنُوعُ تَطْلُبُهُ، | حتّى يَثُوبَ إلَيْكَ مُمْتَنِعُهْ |
والنّيْلُ دَيْنٌ يُسْترَقّ بِهِ، | فاطْلُبْ لرِقْكَ عندَ مَنْ تَضَعُهْ |
وأرَى المَطَايَا لاَ قُصُورَ بِهَا | عَنْ لَيْلِ سامِرّاءَ، تَدّرِعُهْ |
يَطلُبْنَ عِنْدَ فَتَى رَبيعَةَ مَا | عندَ الرّبيعِ، تَخَايَلَتْ بُقَعُهْ |
وَالخُضرُ ملءُ يَدَيكَ من كَرَمٍ | يُبديهِ إفضَالاً، وَيَبْتَدِعُهْ |
ذَهَبَتْ إلى الخَطّابِ شيمَتُهُ، | فَغَدَا يَهِيبُ بِهَا، وَيَتّبِعُهْ |
يَدَعُ اختِيَارَاتِ البَخيلِ، وَمِنْ | حبّ العُلا يَدَعُ الذي يَدَعُهْ |
أدتْ مخايلُهُ حَقِيقَتَهُ | سوْمَ الخريفِ أَراكَهُ قَزَعُهْ |
فَرْدٌ، وإنْ أثْرَتْ عَشيرَتُهُ | مِنْ عِدّةٍ، وَتَنَاصَرَتْ شيَعُهْ |
يَخشَى الأعِنّةَ، حيث يَجمَعُهَا، | والسّيْلُ يُخشَى حيُث مُجتَمَعُهْ |
فتَرى الأعادي ما لَهُمْ شُغُلٌ | إلاّ تَوَهّمُ مَوْقِعٍ يَقَعُهْ |
وأغَرُّ يَرْفَعُهُ أبُوهُ، وَكَمْ | لكَرِيمِ قَوْمٍ مِنْ أبٍ يَضَعُهْ |
إنْ سَرّكَ استيفَاءُ سُؤدَدِهِ | بالرّأيِ تَبحَثُهُ، وَتَنْتَزِعُهْ |
فاطْلُبْ بعَيْنِكَ أيَةً لَحِقَتْ | ضَوْءَ الغَزَالَةِ، أينَ مُنْقَطِعُهْ |
شَادَتْ أرَاقِمُهُ لَهُ شَرَفاً | يَعْلُو، فَما يَنحَطّ مُرْتَفِعُهْ |
والسّيفُ، إنْ نَقِيَتْ حَديدَتُهُ | في الطّبعِ طابَ وَلم يُخَفْ طَبَعُهْ |
وَيَسيرُ مُتّبِعُ الرّجَالِ إلى | قَمَرٍ، كَثِيرٍ مِنْهُمُ تَبَعُهْ |
يُبْهِي على ألحاظِ أعْيُنِهِمْ | مَرْأًى، يَزِيدُ عَلَيْهِ مُستَمَعُهْ |
تَتْلُو مَنَاجِحُهُ مَوَاعِدَهُ، | كالشّهْرِ يَتْلُو بِيضُهُ دُرَعُهْ |
أأخافُ في ألْفٍ تَلَكّؤَ مَنْ | حملَ الألُوفَ فلَمْ يُخَفْ ظَلَعُهْ |
وَسِوَاكَ يا بنَ الأقدَمَينَ عُلا، | وَهَبَ النّوَالَ وَكَرَّ يَرْتَجِعُهْ |
لا فَضْلُكَ المَوْجُودُ منه، وَلا | مَعْرُوفُكَ المَعرُوفُ يَصْطَنِعُهْ |
لِحِزٌ يُقِيمُ المَاَلَ يرْزَؤُهُ | رِفْداً مقَامَ الضِّرْسِ يَقْتَلِعُهْ |
مُثْرٍ، وَقَلّ غَنَاءُ ثَرْوَتِهِ | عَنْ عَامِدٍ لِجَداهُ، يَنْتَجِعُهْ |
والبَحْرُ تَمْنَعُهُ مَرَارَتُهُ | مِنْ أنْ تَسُوغَ لشارِبٍ جُرَعُهْ |