بذمامِ عهدكَ في الهوى أتذممُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
بذمامِ عهدكَ في الهوى أتذممُ | يَا مَنْ بِحُرْمَة ِ وِدِّهِ أَتَحَرَّمُ |
أسلمتني للوجدِ في دارِ الأسى | لما سلمتَ وَخلتَ أني أسلمُ |
كمْ قدْ شرقتُ بماءِ ذكركَ مرة ً | فنسيتُ منْ ذكرِ الهوى ما أفهمُ |
يا دَارُ مَا لِخَطِيبِ رَبْعِكِ ساكِتاً | فَكأَنَّهُ عَمَّا بِنا يَتَكَلَّمُ |
ها نحنُ أبناءُ الغرامِ وَهذهِ | أَجْسَامُنا بِرُسُومِها نَتَرَسَّمُ |
وَكأنما اشتملتْ رداءً منْ بلى ً | وَكأَنَّهُ مِنْ دَمْعِ عَيْنِي مُعْلَمُ |
وَكَأَنَّ وَشْيَ رُبَاكِ يَا دَارَ الهَوَى | مِنْ عَبْرَتِي مُسْتَعْبِرٌ مُسْتَعْلِمُ |
تَالله لا عَلِمَ السُّلُوُّ بِحُبِّ مَنْ | أَنَا في هَوَاهُ مُعَذَّلٌ وَمُلَوَّمُ |
وَحياة ِ ما أبقى الهوى منْ مهجتي | لاَ قُلْتُ: إنِّي في هَواهُ مُسَلِّمُ |
لوْ بينَ أجفاني تجافاهُ الكرى | مَا كَانَ يَحْلُمُ أَنَّهُ بِيَ يَحْلُمُ |
يا نَازِحاً لَعِبَ القِلَى بِعُهُودِهِ | مَا الصَّبْرُ عَنْكَ أَقَلُّ مِمَّا تَعْلَمُ |
لِي والهَوَى مَا بَيْنَ أَجْنِحَة ِ الكَرى | ليلانِ نومهما عليَّ محرمُ |
مَا اللَّيْلُ طَالَ عَلَيَّ دُونَ ذَوِي الهَوى | لكِنْ بَعُدْتَ فَكُلُّ دَهْرِي مُظْلِمُ |
واهاً لأيامي التي في ظلها | ظلتْ صروفُ الدهرِ فينا تحكمُ |
أَيَّامَ أَيْقَظَنا الهَوَى لِمَوَاقِفٍ | فيها عيونُ الدهرش عنا نومُ |
حالت وَما حلنا لها عنْ حالها | فكانها بشقائنا تتنعمُ |
ثمَّ انثنتْ تثني إلينا عطفها | فكأنهُ منْ ظلمها يتظلمُ |
فَرَمَيْتُ غَفْلَتَها بِذَكْرِ تَفَرُّقٍ | فکبْيَضَّ مِنْ خَوْفِ الفِرَاقِ لَهُ الدَّمُ |
قالتْ، وَقَدْ شَرِبتْ مُدَامَ جُفُونِها | وَلسانها منها فصيحٌ أعجمُ : |
يا ناعياً روحي إليَّ ببينهِ | بانَتْ وَلَمْ تَعْلَمْ بِأَنِّيَ أَعْلَمُ |
أشغلتَ قلبكَ بالغرامِ عنش الذي | في كلَّ عضوٍ منهُ قلبٌ مغرمُ |
جهدُ الشكاية ِ أنَّ ألسننا بها | خرستْ وَأنَّ جفوننا تتكلمُ |
لَوْ كُنْتُ أَمْلِكُ سِرَّ مَنْ كَتَمَ الهَوَى | يَوْمَ النَّوى لَكَتَمْتُ مَا لاَ يُكْتَمُ |