أخفي هوى لك في الضلوع وأظهر
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أُخْفي هَوًى لكِ في الضّلوعِ، وأُظهِرُ، | وأُلامُ في كَمَدٍ عَلَيْكِ، وأُعْذَرُ |
وَأرَاكِ خُنتِ على النّوى مَنْ لَم يخُنْ | عَهدَ الهَوَى، وَهجَرْتِ مَن لا يَهجُرُ |
وَطَلَبْتُ مِنْكِ مَوَدّةً لَمْ أُعْطَهَا، | إنّ المُعَنّى طالِبٌ لا يَظْفَرُ |
هَلْ دَينُ عَلْوَةَ يُستَطَاعُ، فيُقتَضَى، | أوْ ظُلْمُ عَلْوَةَ يَستَفيقُ فَيُقْصَرُ |
بَيْضَاءُ، يُعطيكَ القَضِيبَ قَوَامُهَا، | وَيُرِيكَ عَينَيها الغَزَالُ الأحْوَرُ |
تَمشِي فَتَحكُمُ في القُلُوبِ بِدَلّها، | وَتَمِيسُ في ظِلّ الشّبابِ وفَتَخطُرُ |
وَتَميلُ مِنْ لِينِ الصّبا، فَيُقيمُها | قَدٌّ يُؤنَّثُ تَارَةً، ويُذَكَّرُ |
إنّي، وإنْ جانَبْتُ بَعضَ بَطَالَتي، | وَتَوَهَّمَ الوَاشُونَ أنّيَ مُقْصِرُ |
لَيَشُوقُني سِحْرُ العُيُونِ المُجتَلَى، | وَيَرُوقُني وَرْدُ الخُدُودِ الأحْمَرُ |
ألله مَكّنَ، للخَليفَةِ جَعْفَرٍ، | مِلْكاً يُحَسّنُهُ الخَليفَةُ جَعفَرُ |
نُعْمَى مِنَ الله اصْطَفَاهُ بِفَضْلِها، | والله يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ وَيَقْدُرُ |
فَاسْلَمْ، أميرَ المُؤمِنِينَ، وَلاَ تَزَلْ | تُعْطَى الزّيادَةَ في البَقَاءِ وَتُشكَرُ |
عَمّتْ فَوَاضِلُكَ البَرِيّةَ، فالتَقَى | فيها المُقِلُّ عَلى الغِنَى والمُكثِرُ |
بِالبِرّ صُمْتَ، وأنتَ أفضَلُ صَائِمٌ، | وَبسُنّةِ الله الرّضِيّةِ تُفْطِرُ |
فَانْعَمْ بِيَوْمِ الفِطْرِ عَيْناً، إنّهُ | يَوْمٌ أغَرُّ مِنَ الزّمَانِ مُشَهَّرُ |
أظهَرْتَ عِزّ المِلْكِ فيهِ بجَحْفَلٍ | لَجِبٍ، يُحَاطُ الدّينُ فيهِ ويُنصَرُ |
خِلْنَا الجِبَالَ تَسِيرُ فيهِ، وقد غدتْ | عُدَداً يَسِيرُ بها العَديدُ الأكْثَرُ |
فالخَيْلُ تَصْهَلُ، والفَوَارِسُ تدَّعي، | والبِيضُ تَلمَعُ، والأسِنّةُ تَزْهَرُ |
والأرْضُ خَاشِعَةٌ تَمِيدُ بِثِقْلِهَا، | والجَوُّ مُعتَكِرُ الجَوَانِبِ، أغْبَرُ |
والشّمسُ مَاتِعَةٌ، تَوَقَّدُ بالضّحَى | طَوْراً، ويُطفِئُها العَجاجُ الأكدرُ |
حتّى طَلَعتَ بضَوْءِ وَجهِكَ فانجلتْ | ذاكَ الدّجَى وانجابَ ذاكَ العِثْيَرُ |
يَجِدونَ رُؤيَتَكَ،التي فَازوا بها | مِنْ أنْعُمِ الله التي لا تُكْفَرُ |
ذَكَرُوا بطَلْعَتِكَ النّبيَّ ، فهَلّلُوا | لَمّا طَلَعتَ من الصّفوفِ،وَكَبّرُوا |
حتّى انتَهَيْتَ إلى المُصَلّى،لابِسًا | نُورَ الهدى،يَبدو عَلَيكَ وَيَظهَرُ |
ومَشَيتَ مِشيَةَ خاشعٍ مُتَوَاضِعٍ | لله لا يُزْهَى، وَلا يَتَكَبّرُ |
فَلَوَ أنّ مُشتَاقَاً تَكَلّفَ غَيرَ مَا | في وُسْعِهِ لَمشَى إلَيكَ المِنْبَرُ |
أُيّدْتَ مِنْ فَصْلِ الخِطَابِ بِخطبةٍ | تُنبي عَنِ الحَقّ المُبينِ وَتُخْبِرُ |
وَوَقَفْتَ في بُرْدِ النّبيّ، مَذَكِّراً | بالله، تُنْذِرُ تَارَةً، وَتُبَشِّرُ |
وَمَوَاعِظٌ شَفَتِ الصّدُورَ مِنَ الذي | يَعْتَادُها، وَشِفَاؤها مُتَعَذِّرُ |
حتّى لقَد عَلِمَ الجَهُولُ، وأخلَصَتْ | نَفسُ المُرَوّى، واهتَدَى المُتَحَيّرُ |
صَلَّوْا وَرَاءَكَ، آخِذِينَ بعِصْمَةٍ | مِنْ رَبّهِمْ وَبِذِمّةٍ لا تُخْفَرُ |
فَسْعد بِمَغْفِرَةِ الإلَهِ، فلَمْ يَزَلْ | يَهَبُ الذُّنُوبَ لمَنْ يَشَاءُ، ويَغفِرُ |
ألله أعْطَاكَ المَحَبّةَ في الوَرَى، | وَحَبَاكَ بالفَضْلِ الذي لا يُنْكَرُ |
وَلأنْتَ أمْلأُ للعُيُونِ لَدَيْهِمِ، | وأجَلُّ قَدْراً، في الصّدُورِ، وأكبَرُ |