هَل الوَجْدُ إلاَّ لَوعَة ٌ أَعْقبَتْ أَسًى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
هَل الوَجْدُ إلاَّ لَوعَة ٌ أَعْقبَتْ أَسًى | فَبالجِسْمِ مِنْها نَهْكَة ٌ ونُحولُ |
أَوِ الشَّوْقُ إلاَّ أَنْ تَرَى مَنْ تَحِبُّهُ | قريباً وَلا يُرْجَى إليهِ وُصولُ |
فَما لَكَ إِنْ أَهْدَيتَ يَوْماً تَحِيَّة ً | إليهِ سوى البرقِ اللَّموعِ رسولُ |
هوى ً دونهُ منْ عامرٍ ذو حفيظة ٍ | يَصولُ فَتُروى بِالنَّجيعِ نُصولُ |
ذكرتكَ يا ظبيَ الصَّريمِ وللدُّجى | عليَّ سدولٌ والدُّموعُ همولُ |
أَراكَ بِقَلْبِي وَالمَهامِهُ بَيْنَنا | وفي اللَّيلِ مذْ شطَّ النَّوى بكَ طولُ |
كأنَّكَ والحيَّ الّذينَ تديَّروا | ضريَّة َ عندي في الفؤادِ نزولُ |
أراعي نجومَ اللَّيلِ وهيَ طوالعٌ | إلى أنْ يُضيءَ الفجرُ وهيَ أفولُ |
جَنَحْنَ حَيارَى لِلْمَغِيبِ كأنَّها | نَواظِرُ مَسَّتْهاالكَلالَة ُ حُولُ |
وَلولاكَ لَمْ يَعْبَثْ بِطَرْفي سُهادُهُ | وَلاخَاضَ سَمعِي بِالْمَلامِ عَذولُ |
أَتَذْكُرُ أيَّاماً مَضينَ بِذِي الغَضَى | سَقاهُنَّ رَجّافُ العَشيِّ هَطولُ |
إذا العَيشُ غَضٌّ وَالشبابُ بِمَائِهِ | وَفي حَدَثانِ الدَّهرِعَنكَ غُفولُ |
ونحنُ بربعٍ لمْ تطأهُ نوائبٌ | ولا انسحبتْ للرِّيحِ فيهِ ذيولُ |
تُباكِرُ عُوداً مِنْ بَشامٍ تَعُلُّه | بفيكَ -وما لاحَ الصَّباحُ- شمولُ |
إِذَا هو لم يُورِقْ وَقَدْ ذاقَ طَعْمَهُ | فَمنْ عَجَبٍ أَنْ يَعْتَريِه ذُبولُ |
شغلتُ قريضي بالنَّسيبِ فأصبحتْ | شَوارِدُهُ في الخَافقَينِ تَجُولُ |
تُغَنّى بِهِ سَفْرٌ وَتُطْرَى كَواعِبٌ | وَتبكَى رُسومٌ رَثَّة ٌ وَطُلولُ |
وَكنتُ أقولُ الشِّعرَ فيهِ تَكَلفّاً | فعلَّمني حُبِّيكَ كيفَ أَقولُ |