أوحشت أربع العقيق ودوره
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أُوحِشَتْ أرْبُعُ العَقيقِ وَدُورُهْ، | لأنيسٍ أجَدّ مِنها بُكُورُهْ |
زَانَ تِلْكَ الحُمولَ، إذْ زَالَ فيها | مُرْهَفٌ، ناعِمُ القَوَامِ، غَرِيرُهْ |
شَدّ ما يُمرِضُ الصّحيحَ قُوَاهُ، | مَرَضُ الطّرْفِ، ساجياً، وَفُتُورُهْ |
وَتُذيبُ الأحشاءَ ساعاتُ هَجْرٍ | ضَرِمٍ في الضّلوعِ يَحمى هَجيرُهْ |
لا يَني يُوفِدُ الحَبيبَ إلَيْنَا، | كَذِبُ الطّيفِ، سارِياً، وَغُرُورُهْ |
زَائِرٌ في المَنَامِ أسْألُ هَلْ أطْـ | ـرِقُهُ في مَنَامِهِ، أوْ أزُورُهْ |
ما لذا الحُبّ لا يُفادَى أسِيرُهْ، | وَالصّبا أُفحشَ، اقتِضَاءً، مُعِيرُهْ |
يكثُرُ البَرْقُ، أنْ يَهيجَ اشتِياقي | حَفْلُهُ في الوَميضِ، أوْ تَعذيرُهْ |
وَقُصَاريُ المَشُوقِ، يَصرِمُهُ الشّا | ئقُ، إقصَارُ شَوْقِهِ أوْ قُصُورُهْ |
آمِرِي بالسّلُوّ، لمْ يَدْرِ أنّي | بسَبيلٍ، منَ الهَوَى، ما أحورُهْ |
آضَ بَثُّ الغَرَامِ حُزْناً، فهل يُعْـ | ـقِبُ حُزْنَ الغَرَامِ فينا سُرُورُهْ |
قُلتُ للشّاهِ رُبّما كانَ خَيْراً | مِنْ بَديءِ الذي يُرَجّى أخِيرُهْ |
وَصَغيرُ الخُطُوطِ يُنْمَى على الأيّـ | ـامِ، حتّى يَجيءَ منهُ كَبيرُهْ |
عَلّ هَذا الأميرَ، أسْعَدَهُ الله | بطُولِ البَقاءِ، يَرْضَى أمِيرُهْ |
فيُؤدّى رِسَالَةٌ عَنْ مُطَاعٍ، | لمْ يَعُقْنَا عَنْ بُغْيَةٍ تَقْصِيرُهْ |
شِبْهُهُ مُعْوِزٌ، فكَيفَ بأنْ يُو | جَدَ أوْ أنْ يُصَابَ يوْماً نَظيرُهْ |
وإذا ما غدا أبو الجيش في الجيـ | ـش غدا الحزم مستمراً مريرة |
ما تَجَلّى لظُلْمَةِ اللّيْلِ، إلاّ | أطْفَأ الأنْجُمَ المُضِيئَةَ نُورُهْ |
واضح في دجى الخطوب وحتم | أن يسود السحاب حسناً صبيره |
تَتَفادَى الأعداءُ مِنْ سَطوِ لَيثٍ | خَضِلٍ مِنْ دِمائِهِمْ أُظْفُورُهْ |
كَمْ سرَى مُنفِراً لهَامِ رِجَالٍ | ساكِنٍ باتَتِ السّيُوفُ تُطِيرُهْ |
إنْ أكَلّفْهُ حَاجَةً لا يُوَاكِلْ | جِدُّهُ دُونَهَا، وَلا تَشْمِيرُهْ |
أو أحمله مثقلاً من خراجي | يلف في طوله قليلاً كثيرة |
وَأبُو الصّقْرِ إنّهُ وَزَرُ السّلْـ | ـطانِ في عِظْمِ أمْرِهِ وَوَزِيرُهْ |
حَافِظُ المُلْكِ أنْ تُزَالَ أوَاخيـ | ـهِ، وَرَاعيهِ أنْ تُضَاعَ أُمُورُهْ |
أيِّدٌ في السّلاحِ تَبْهَى عَلَيْهِ | خَلَقُ الدّرْعِ مُحْكَماً وَقَتِيرُهْ |
لَيسَ يَنْفَكُّ أيدهُ يَدرَأُ الجُـ | ـلّى وَقيضَ مِن أمرِهِ تَدْبِيرُهْ |
يَقَظاتٌ، إذا تَنَاصَرْنَ للنّا | صِرِ أوْ جَبْنَ أنْ يَعِزّ نَصِيرُهْ |
فَمَتَى غابَ في مِرَاسِ الأعَادي، | فَسَوَاءٌ مَغِيبُهُ وَحُضُورُهْ |
صِفَةُ الحُرّ أنْ تَنَاهَى عُلاهُ، | وكذا الحَوْلُ أن تَناهى شُهورُهْ |
إنْ يَعُدْ يُوشِكُ النّجاحُ، وَإن يتـ | ـرُكْ فمِثلانِ: وَعدُهُ وَضَميرُهْ |
كلَّ يوْمٍ نُطيفُ في حُجرَتَيْهِ، | حوْلَ كَنزٍ منَ العلا، نَستَثيرُهْ |
أغْدَقَتْ بالنّوَالِ أنْوَاءُ كَفّيْـ | ـهِ، وَفاضَتْ للرّاغِبينَ بُحُورُهْ |
ليَفِرْ وَفْرُكَ المُلَقّى، وَإنْ أعْـ | ـوَزَ أنْ يُجمَعَ النّدى وَوُفُورُهْ |
ليس يعدو من الإصابة والتو | فيق في الرأي والحسين وزيره |
إنّ مَنْ قَلّلَ الزّيَارَةَ يُنْبِيـ | ـكَ بأنّ الأطماعَ لَيستْ تَصُورُهْ |
وَلَئِنْ جُدْتَ بالكَثيرِ، فإنّي | ناشرٌ ذِكْرَ ما وَهَبتَ شَكُورُهْ |
لا تُجَرّمْ على قِلادِكَ، تَخْتَا | رُ التي في وُقُوعِهَا تَبذيرُهْ |
أخلص الجد والكفاية حتى | راح محفوظة عليه أموره |
يجمع الحزم والنصيحة والتو | فيق في رأى ناصح يستشيره |
لَستُ بالمُلْحِفِ المُنَقِّبِ عَن ذَا | دِ طَرِيقٍ إخالُ غَيرِي يَسيرُهْ |
وَسِوَايَ الغَداةَ تُحْدَى مَطَايَا | هُ إلى مَنبِجٍ، وَتُرْحَلُ عِيرُهْ |