أَبَتْ إِبلي- وَاللَّيلُ وَحْفُ الغَدائِرِ-
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أَبَتْ إِبلي- وَاللَّيلُ وَحْفُ الغَدائِرِ- | رشيفَ صرى ً في منحنى الوردِ غائرِ |
وباتتْ تنادي جارها وهوَ راقدٌ | وَهَيْهاتَ أن يَرْتاحَ مُغْفٍ لِساهِرِ |
وقد كادَ أولادُ الوجيهِ ولاحقٍ | تَرِقُّ لأبْناءِ الجَديلِ وَداعِرِ |
دعي إبلي رجعَ الحنينِ بمبركٍ | يَضيقُ على ذَوْدِ الخَليطِ المُجاوِرِ |
فعن كثبٍ تشكو مناسمكِ الوجى | وتطوي الفلا مخصوفة ً بالحوافرِ |
وترويكِ في قيسٍ حياضٌ تظلُّها | ذوابلُ في أيدي ليوثٍ خوادرِ |
بِحَيْثُ رُغاءُ المُتْلِياتِ وَراءَهُ | صَهيلُ الجيادِ المُقْرِباتِ الضَّوامِرِ |
بنو عربياتٍ، يحوطُ ذمارها | كماة ٌ كأنضاءِ السُّيوفِ البواترِ |
لَهُمْ في نِزارٍ مَحْتِدٌ دونَ فَرْعِهِ | تخاوصُ ألحاظِ النُّجومِ الزَّواهرِ |
ولمّا طوت عنّي خزيمة ُ كشحها | ولم ترعَ في حيَّي قريشٍ أواصري |
لَوَيْتُ عِناني، وَاللّيالي تَنوُشُني | إلى أريحيٍّ من ذؤابة ِ عامرِ |
فأفرخَ روعي إذ قمعتُ بهِ العدا | وخفَّضَ جأشي حينَ رفَّعَ ناظري |
فَتى الحَيِّ يَأْبَى صُحْبَة َ الدِّرْعِ فِي الوغَى | ولا تكلفُ الأرماحُ إلاّ بحاسرِ |
وَيَوْمٍ تَراءَى شَمْسُهُ مِنْ عَجَاجِهِ | تَطَلُّعَ أَسْرارِ الهَوى مِنْ ضَمائِرِ |
وَتَخْتَفِقُ الرّاياتُ فيهِ كأَنّما | هَفَتْ بِحَواشِيها قَوادِمُ طائرِ |
تَبَسَّمَ حتّى انْجابَ جِلْبابُ نَقْعِهِ | بمرموقة ٍ تطوي رداءَ الدَّياجرِ |
تضيءُ وراءَ اللُّثم كالشَّمسِ أشرقتْ | وراءَ غمامٍ للغزالة ِ ساترِ |
فغضَّ طماحَ الحربِ، وهي أبيَّة ٌ | بكلِّ عقيليٍّ كريمِ العناصرِ |
وَحَفَّتْ بِهِ مِنْ سِرِّ جُوثَة َ غِلْمَة ٌ | مناعيشُ للمولى ، رقاقُ المآزر |
إذا اعتنقَ الأبطالُ خلتَ عيونهمْ | تبثُّ شرارَ النّارِ تحتَ المغافرِ |
يَصولُونَ، وَالهَيْجاءُ تُلْقي جِرانها | بِمَأْثورَة ٍ بِيضٍ وَأَيْدٍ قَوادِرِ |
وَيَرْجُونَ مِنْ آلِ المُهَيّا غَطارِفاً | عِظامَ المَقاري وَاللُّها وَالمَآثِرِ |
وَيَنْمي ضِياءُ الدّينِ مِنْ كُبَرائِهِمْ | إلى خَيْرِ بادٍ في مَعَدٍّ وَحاضِرِ |
سَليلُ مُلوكٍ مِنْ نِزارٍ، تَخَيَّروا | لَهُ سَرَواتِ المُحْصَناتِ الحَرائِرِ |
فجاءَ كماءِ المزنِ محضاً نجارهُ | مقابلَ أطرافِ العروقِ الزَّواخرِ |
يُطيفُ بِهِ أَنّى تَلَفَّتَ سُؤْدَدٌ | أوائِلُهُ مَشْفوعَة ٌ بِالأَواخِرِ |
بَني البَزَرَى صاهَرْتُمُ مِنْهُ ماجِداً | يَزينُكُمُ أُخْرى اللَّيالي الغَوابِرِ |
وسقتم إلى أحسابهِ من خياركم | عقائلَ لا تشرونها بالأباعرِ |
فَبَوَّأْتُموها حَيثُ يُلْقي به التُّقى | مَراسِيَهُ، والعِزُّ مُرْخَى الضَّفائِرِ |
وحزتمْ بكعبٍ في كلابٍ مناقباً | تنافي أنابيبَ الرِّماحِ الشَّواجرِ |
ولو بذلَ البدرُ النُّجومَ لخاطبٍ | لَمدَّ إلى ثَرْوانَ باعَ المُصاهِرِ |
فإيهِ أَبا الشَّدَّادِ إنَّ وَراءَنا | أحاديثَ تُرْوى بَعْدَنا في المَعاشِرِ |
فَمَنْ لي بِخِرْقٍ ثائِرٍ فَوْقَ سابِحٍ | تردَّى بإعصارٍ منَ النَّقعَ ثائرِ |
إذا حَفَزَتْهُ هِزَّة ُ الرَّوْعِ خِلْتَهُ | على الطِّرْفِ صَقْراً فوقَ فَتْخاءَ كاسِرِ |
أترضى -وما للعربِ غيركَ ملجأ | توَسُّدَهُمْ رَمْلَيْ زَرُودٍ وَحَاجِرِ |
بهم ظمأُ أدمى الجوانحَ برحهُ | وَذَمُّوا إلى الشِّعْرَى احْتِدامَ الهَواجِرِ |
وَطَوَّقْتَهُمْ نُعْمى فَهُمْ يَشْكُرونَها | ولا تأنسُ النَّعماءُ إلاّ بشاكرِ |
فَأَينَ الجِيادُ الجُرْدُ تَخْطُو إلى العِدا | على عَلَقٍ تَرْوَى بِهِ الأَرْضُ مائِرِ |
وَفِتْيانُ صِدْقٍ يَصْدرونَ عنِ الوَغى | وأيدي المنايا دامياتُ الأظافرِ |
على عارفاتٍ للطّعانِ عوابسٍ | طوالِ الهوادي، مجفراتِ الخواصرِ |
تَقَدَّتْ بِآطالِ الظِّباءِ، وَمَزَّجَتْ | دماً بدموعٍ في عيونِ الجآذرِ |
وَحاجَتُهُمْ إحْدى اثْنَتَيْنِ مِن العُلا: | صدورُ العوالي أو فروعُ المنابرِ |