هجرت وطيف خيالها لم يهجر
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
هَجَرَتْ وَطَيفُ خَيَالِهَا لم يَهجُرِ، | وَنأتْ بحاجةِ مُغرَمٍ لمْ يُقْصِرِ |
وَدَعَتْ هَوَاكَ بمَوْعِدٍ مُتَيَسّرٍ | يَوْمَ اللّقَاءِ، وَنَائِلٍ مُتَعَذِّرِ |
مُسْتَهْتَرٌ بالظّاعِنِينَ، وَفيهِمِ | صَدٌّ يُضَرِّمُ لَوْعَةَ المُسْتَهْتَرِ |
تسل المنازل عنهم، وعلة اللوى | دمن دوارس إن تسل لا تخبر |
وَمن السّفاهَةِ أن تَظّلّ مُكَفكِفاً | دَمعاً على طَلَلٍ تأبّدَ مُقفِرِ |
زَادَتْ بَني يَزْدَادَ، في عَلْيائِهِمْ، | شِيَمٌ كَرُمنَ وأنعُمٌ لم تُكْفَرِ |
أقمار مرو الشاهجان إذا دجا | خطب، وأنجم ليلها المستحسر |
أحْلاَمُهُمْ قُلَلُ الجِبَالِ رَسَا بها | وَزْنٌ، وأيديهِمْ غِمَارُ الأبحُرِ |
فَسَقَتْ عِبيدَ الله، والبَلَدَ الذي | يَحْتَلُّهُ، دِيَمُ الغَمامِ المُغْزِرِ |
أمَلٌ يُطِيفُ الرّاغِبُونَ بِظِلّهِ، | وَمَعَاذُ خائِفَةِ القُلُوبِ النُّفّرِ |
عَضْبُ العزِيمَةِ لا يَزَالُ مُعَرِّفاً | مَعْرُوفَ عائدَةٍ، وَمُنكَرَ مُنكِرِ |
مُتَوَاضِع، وأقَلُّ ما يَعتَدُّهُ | في المَجدِ يُوجبُ نَخوَةَ المُستكبرِ |
إنْ يَدنُ يكفِ الغائبينَ، وإن يَغِبْ | لا يَكفِنا منْهُ دُنُوُّ الحُضّرِ |
لله ما حَدَتِ الحُداةُ وَمَا سَرَتْ | تَخْدي بهِ قُلُصُ المَهارِي الضُّمّرِ |
مُتَقَلْقِلاتٍ بالسّماحةِ والنّدَى، | يَطلُبنَ خَيفَ مِنًى، وَحِنوَ المَشعرِ |
حتّى رُمينَ إلى الجِمَارِ ضَحِيّةً، | والرّكبُ بَينَ مُحَلِّقٍ وَمُقَصِّرِ |
وَثَنَينَ نَحوَ قُصُورِ يَثرِبَ آخِذاً | مِنهُنّ سَيرُ مُغَلِّسٍ وَمُهَجِّرِ |
يَجشَمْنَ مِنْ بُعْدٍ أداءَ تَحِيّةٍ | للقَبْرِ، ثُمّ، ومَسحَةٍ للمِنْبَرِ |
حَجٌّ تَقَبّلَهُ الإلَهُ، وأوْبَةٌ | كانَتْ شِفَاءَ جَوًى لَنا وَتَذكُّرِ |
نَفْسِي فِدَاؤكَ إنّ شَوْقاً مُفرِطاً | مِن مَعشَرٍ، وَتَولُّهاً من مَعشَرِ |
أنَا وَفْدُ نازِلَةِ الشّمالِ لِعِظمِ ما | يَعنِيهِمِ، وَلِسانُ أهلِ العَسكَرِ |
قد أُعطِيَتْ بَغدادُ منكَ نهايةَ الـ | ـحَظِّ المُقَدَّمِ، والنّصِيبِ الأوْفَرِ |
فاقْسِمْ لسامِرّاءَ قِسمَةَ مُنصِفٍ، | تَجذَلْ قلُوبُ الأوْلِيَاءِ وَتُسرَرِ |
ألْمِمْ بقَوْمٍ أنتَ أرْضَى عِندَهُمْ، | وأجَدُّ من عَهدِ الرّبيعِ الأزْهَرِ |
مُتَطَلّعينَ إلى لِقَائِكَ، أصْبَحوا | بَينَ المُخَبِّرِ عَنكَ، والمُسْتَخبِرِ |
مِنْ وَامقٍ مُتَشَوّقٍ، أوْ آمِلٍ | مُتَشَوّفٍ، أو رَاقِبٍ مُتَنَظّرِ |
سَكَنُوا إلَيْكَ سَكُونَهُمْ لو نالهم | جَدْبٌ إلى صَوْبِ السّحابِ المُمطرِ |
وَجّهْ رِكَابَكَ مُصْعِداً يَصْعَدْ بِنَا | جِدٌّ ويحْلُ بِما نُروم وَنَظْفَرِ |