مَنِ الرَّكْبُ يابْنَ العامِرِيِّ أَمامي
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
مَنِ الرَّكْبُ يابْنَ العامِرِيِّ أَمامي | أَهُمْ سِرُّ صُبْحٍ في ضَميرِ ظَلامِ |
يُشَيِّعُهُمْ قَلْبُ المَشُوقِ ، وَرُبَّما | يُقادُ إلى ما ساءَهُ بِزِمامِ |
وَقَدْ بَخِلَتْ سُعْدى فلا الطَّيْفُ طارِقٌ | وليسَ بِمَرْدودٍ إلَيَّ سَلامي |
مِنَ الهيفِ تَستْعَدي على لَحظِها المَها | وَتَسْلُبُ خُوطَ البانِ حُسْنَ قَوامِ |
وَكمْ ظَمَأٍ تَحْتَ الضُّلوعِ أُجِنُّهُ | إلى رَشَفاتٍ مِنْ وَراءِ لِثامِ |
وَما ذُقْتُ فاهَا غَيْرَ أَنّي مُكَرِّرٌ | أَحاديثَ يَرْويها فُروعُ بَشامِ |
هَوى ً حالَ صَرْفُ الدَّهرِ بيني وَبَينَهُ | أَقُدُّ لهُ الأَنفاسَ وَهيَ دَوامِ |
وَغادَرَني نِضْوَ الهُمومِ ، يُثيرُها | غِناءُ حَمامٍ أَو بُكاءُ غَمامِ |
وَأَشْتاقُ أَيَّامَ العَقيقِ وَأَنثَني | بِأَرْبَعَة ٍ مِنْ ذِكْرِهِنَّ سِجامِ |
وَهَل أَتناسَى العَيشَ غَضاً كَأَنَّهُ | أُعيرَ اخضِراراً في عِذارِ غُلامِ |
بِأَرضٍ كَأَنَّ الرَّوضَ في جَنَباتِها | يَجُرُّ ذُيولَ العَصْبِ فَوْقَ أَكامِ |
إِذا صافَحَتْ غُدْرانَهُ الرِّيحُ خِلْتَها | تُدَرِّجُ أَثْراً في غِرارِ حُسامِ |
وَنامَ حَوالَيْها العَرارُ كَأَنَّها | تُديرُ على النُّوّارِ كأْسَ مُدامِ |
سَبَقنا بِها رَيْبَ الزَّمانِ إلى المُنى | وَقَدْ لَقِحَتْ أَسماعُنا بِمَلامِ |
وَمِنْ أَريحيّاتي إذا اقتادَني الهَوى | أَفُضُّ وإِنْ ساءَ العَذولُ لِجامي |
وَمازَالتِ الأَيّامُ تُغري بِنا النَّوى | وَتَسْحَبُ ذَيْلَيْ شِرَّة ٍ وَعُرامِ |
أَراها على سُعْدى غَيارى كَأَنَّما | بِها ما بِنا من صَبْوَة ٍ وَغَرامِ |
فَيا ليْتَها إذ جاذَبَتْني وِصالَها | تَرَكْنَ هَواها أوْ حَمَلْنَ سَقامي |
لَعَمْرُ المَعالي حَلْفَة ً أُمَويَّة ً | لَسَدَّ عَلَيَّ الدَّهرُ كُلَّ مَرامِ |
أما في لئامِ النَّاسِ مَنْدوحَة ٌ لَهُ | فَحَتامَ لا يَحتاجُ غَيْرَ كِرامِ؟ |
لأدَّرِ عَنَّ اللَّيلَ يَلْمَعُ صُبْحُهُ | تَحَدَّرَ راحٍ مِنْ خِلالِ فِدامِ |
عَلى أَرْحَبِيّاتٍ مَرَقْنَ مِنَ الدُّجى | وقد لَغبَ الحادي، مُروقَ سِهامِ |
حَوامِلَ لِلْحاجاتِ تُلْقى رِحالُها | إلى ماجِدٍ رَحْبٍ رَحْبِ الفِناءِ هُمامِ |
أَغَرُّ كِلابيٌّ عَلَيْهِ مَهابَة ٌ | تُغَضُّ له الأبصارُ وَهْيَ سَوامي |
مِنَ القَوْمِ لَمْ يَسْتَقْدِحِ المَجْدَ زَنْدَهُ | لَدى الفَخْرِ إِلاّ أَوْقَدوا بِضِرامِ |
وَأَعْلاهُمُ في قُلَّة ِ المَجْدِ مَرْقِباً | أَخو نِعَمٍ في المُعْتَفينَ جِسامِ |
مُحَجَّبُ أطرافِ الرِّواقَيْنِ بِالقنا | إِذا ادَّرَعَ الخَيْلانِ ظِلَّ قَتامِ |
ولم تعثرا إلا بأشلاءِ غلمة ٍ | تروِّي غليل المشرفيِّ وهامِ |
نُطالِعُ مِنْ أَقْلامِهِ وَحُسامِهِ | مَقَرَّ حَياة ٍ في مَدَبِّ حِمامِ |
وَيَخْبُرُ أَهواءَ النُّفوسِ بِنَظرَة ٍ | تَفُضُّ لَها الأَسرارُ كُلَّ خِتامِ |
وَتَنْضَحُ كَفّاهُ نَجيعاً وَنائِلاً | تَدَفُّقَ نائي الحَجْرَتَيْنِ رُكامِ |
بِحِلْمٍ إذا الخَطْبُ اسْتًطيرَت لهُ الحُبا | رَماهُ بِرُكنَي يَذبُلٍ وَشَمامِ |
وَخَلْقٍ كما هَبَّتْ شَمالٌ مَريضَة ٌ | على زَهَراتِ الرّوْضِ غِبَّ رِهامِ |
وَعِرْضٍ كَمَتْنِ الهِنْدُوانِيِّ ناصِعٌ | تَذُبُّ المَعالي دونَهُ وتُحامي |
صَقيلُ الحَواشِي ، مَسْرَحُ الحَمْدِ عِنْدَهُ | رَحيبٌ ، وما فيهِ مُعَرَّسُ ذامِ |
فللِّهِ مَجْدٌ أَعْجَزَ النَّجْمَ شَأَوُهُ | أَحَلَّكَ أَعْلى ذِرْوَة ٍ وَسَنامِ |
وَهَبَّتْ بِكَ الآمالُ بَعْدَ ضَياعِها | لَدَى مَعْشَرٍ عنْ رَعْيهِنَّ نِيامِ |
فَدونَكَ مِمّا يَنْظمُ الفِكْرُ شُرَّداً | سَلَبْنَ حَصى المَرْجانِ كُلَّ نِظامِ |
تَسيرُ بِشُكْرٍ غائِرِ الذِّكْرِ مُنْجِدٍ | يُناجي لِسانَيْ مُعْرِقٍ وَشَآمي |
وَيَهْوَى مُلوكُ الأرضِ أنْ يُمْدَحوا بِها | وما كُلُّ سَمْعٍ يَرْتَضيهِ كَلامي |
أَلَمْ يَعْلَموا أَنّي تَبَوَّأْتُ مَنْزِلاً | يُطَنِّبُ فَوْقَ النَّيِّرَينِ خِيامي |
وقد كنتُ لا أرضى وَبي لا عِجُ الصَّدى | سِوى مَنْهَلٍ عَذْبِ الشريعَة ِ طامِ |
وَلَما استَقَّرَتْ في ذراكَ بِنا النَّوى | وقَد كَرُمَ المَثْوى ، نَقَعْتُ أُوامي |