لا تَحْزَنَنَّ لفُرقة ِ الأقْرانِ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
لا تَحْزَنَنَّ لفُرقة ِ الأقْرانِ، | وَاقْـرِ الفُـؤادَ بمُـذْهِـبِ الحـزانِ |
بمصُـونـة ٍ قد صانَ بهْجَة َ كأسِها | كُنّ الخدُورِ ، وخـاتَمُ الدّنّـانِ |
دقّتْ عن اللحظاتِ، حتى ما ترى | إلاّ التِماعَ شُعاعِها العيْنانِ |
وكأنّ للذهب المذُوبِ بكأسِها | يحـراً يجيشُ بأعيـنِ الجيتـانِ |
ومُزَنَّرٍ قد صبّ في قارورَة ٍ | ريقَ السحابِ على النجيع القاني |
شَمْسُ المـدامِ بِكَـفّـهِ وبـوجهِـهِ | شمْسُ الجمالِ فـبيْنَنـا شمسـانِ |
والشمسُ تطلعُ من جِـدارِ زُجاجـها | وتغيبُ ، حين تغيبُ ، في الأبـدانِ |
في مجْلسٍ جعلَ السرورُ جَناحَـهُ ، | سِـتْـراً لَـه من ناظـر الحِـدثـانِ |
لا يَـطْـرُقُ الأسْماعَ في أرْجائِـهِ ، | إلاّ ترنّمُ ألْسُنِ العِيدانِ |
أو صـوْتُ تصْـفيـقِ الجليسِ تطرّباً ، | وبَـكاءُ خابيـة ٍ ، وضِـحْكُ قَنـاني |
حتى إذا اشتملَ الظلامُ ببُرْدِهِ، | وهَـكّذا حنين ُنـواقـسُ الـرّهْـبـانِ |
ألفيتُهُ بدْراً يلُوحُ بكَفّهِ | بدْرٌ، جمعتهما لعين الرّاني |
مازِلْتُ أشـرَبُ كأسهـم من بينِـهمْ | عَمْـداً ، وما بيَ عجْـزَة ُ النَّـشْـوانِ |
لأنالَ منهمْ عند ذاكَ تَحِيّة ً | إمّا بوجْهٍ، أو بطَرْفِ لسانِ! |