إذا خـطَرَتْ فيكَ الهمومَ ، فداوِهـا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إذا خـطَرَتْ فيكَ الهمومَ ، فداوِهـا | بكأسِكَ حتى لا تكونَ همومُ |
أدِرْها، وَخُذْها قَهوَة ً بابليّة ً، | لها بَينَ بُـصرىو العراقِ كُـرُومُ |
وما عَرَفْتَ ناراً ، ولا قِـدْرَ طابِخٍ | سوَى حرّ شَمسٍ إذْ تَهيـجُ سَمـومُ |
لها مِنْ ذَكيّ المِسكِ رِيحٌ ذَكيّة ٌ، | ومِنْ طِيبِ رِيحِ الزّعفَرانِ نَسيمُ |
فشَمّرْتُ أثْوَابي، وهَرْوَلْتُ مُسرِعاً | وقَـلْبي مِنْ شَـوْقٍ يَكـادُ يَهيـمُ |
وقُـلتُ لمَـلاّحي : ألا هَيَّ زَوْرَقي ، | وبِـتُّ يُـغَـنّيـني أخٌ ونَــديـمُ |
إلى بَيْتِ خَـمّـارٍ ، أفـادَ زِحـامُـهُ | لـهُ ثَـرْوَة ً ، والوَجْهُ منـهُ بهيـمُ |
وفي بَيْتِـهِ زِقٌّ، ودَنٌّ ، ودوْرَقٌ ، | وبـاطِيَـة ٌ تُـرْوي الفَـتَى ، وتُنيـمُ |
فـازْقاقُـهُ سُـودٌ ، وحُمـرٌ دِنانُـهُ ، | فـفي البَيـتِ حُبـشـانٌ لَـدَيْـهِ ورُومُ |
ودهقـانَـة ٍ مِيـزانُهـا نُصْـبَ عَيْنِهـا ، | وميزانُها للمُشْتَرينَ غَشُومُ |
فأعطَيْتُها صُفراً، وقَبّلْتُ رأسَها، | على أنّني فيما أتَيْتُ مُليمُ |
وقـلتُ لها : هُـزِّ الـدّنـانَ قَـديمـة ً ! | فـقالتْ : نَهمْ إنّي بـذاكَ زَعيـمُ |
الَستَ تَـراها قـد تَعَفَّتْ رُسُـومُها ، | كما قَد تَعَفّتْ للدّيارِ رُسُومُ |
يَحُـومُ عَلَيهـا العَنكبـوتُ بنَسجِـها ، | وليسَ على أمثـالِ تلكَ يَحُـومُ |
ذَخِيرَة ُ دهْقانٍ حَواها لنَفسِهِ، | إذا مَـلِـكٌ أوْفَـى عـلَيْـهِ وَسـيـمُ |
وما باعَها إلاّ لعُظْمِ خَراجِهِ، | لأنّ الذي يَجبي الْخَراجَ ظَلُومُ |
فـقلتُ : بكمْ رِطْـلٌ ؟ فـقالتْ : يأصْـفَرٍ ، | فحُزْتُ زِقاقاً وِزْرُهُنّ عَظيمُ |
ورحْتُ بها في زَوْرَقٍ قـد كَتَمْتُها ، | ومِنْ أينَ للمِسْكِ الذّكيّ كُتومُ |
إلى فِتْيَة ٍ نادَمْتُهُمْ، فحَمِدْتُهُمْ، | وما في النّدامَى ، وما علمتُ، لئيمُ |
فمَـتّـعْتُ نَفسـي ، والنّـدامَى بشرْبها، | فهـذَا شَـقـاءٌ مَـرّ بي ، ونَعيـمُ |
لعمْـري لَئِـنْ لم يَغْـفِـرْ اللهُ ذَنْـبَهـا ، | فإنّ عَذابي في الحِسابِ أليمُ |