لا يرم ربعك السحاب يجوده
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لا يَرِمْ رَبْعَكَ السّحابُ يَجُودُهْ، | تَبتَدي سَوْقَهُ الصَّبَا وْ تَقُودُهْ |
غدقاً يستجد صنعة روض | صنعة البرد عامل يستجيده |
كُلّمَا بَكَّرَتْ عَلَيْهِ سَمَاءٌ، | حِيكَ إفْرِنْدُهُ، وصيغ فَرِيدُهْ |
قَدْ أرَاهُ مَغْنًى لأرْآمِ سِرْبٍ، | مَائلاتٍ إلى التّصَابي خُدُودُهُ |
منْ غَزَالٍ يَصِيدُني، أو غَزَالٍ | يَتَأبّى مُمَانعاً لا أصِيدُهْ |
يَسّرَتْني لَهُ الصّبَابَةُ حتّى اسْـ | ـتَأسرتْ مُقْلتَاهُ لُبّي، وَجيدُهْ |
خُلقَ العَيشُ في المَشيبِ، وإن كا | نَ نَضِيراً، وفي الشّبابِ جَديدُهْ |
لَيْتَ أنّ الأيّامَ قَامَ عَلَيْها | مَنْ إذا ما انقَضَى زَمَانٌ يُعيدُهْ |
وَلَو أنّ البَقَاءَ يَخْتَارُ فينَا، | كانَ ما تَهْدِمُ اللّيالي تَشيدُهْ |
شَيّخَتْني الخُطُوبُ إلاّ بَقَايَا | من شَبَابٍ لمْ يَبْقَ إلاّ شَرِيدُهْ |
لا تُنَقّبْ عَنِ الصِّبَا، فخَليقٌ | إنْ طَلَبْنَاهُ أنْ يَعِزُّ وُجُودُهْ |
يا أبَا بَكْرٍ الذي إنْ تَغِبْ بَا | كِرَةُ القَطرِ يُغْنِ عَنها شُهُودُهْ |
نِعَمُ الله عنْدَهُ، وَعَلَيْهِ | عِلَلٌ مَا يُبلُّ منْهَا حَسُودُهْ |
حَسَنٌ منْكَ أنْ يَصُورَ قَنَاتي | مَيَلانُ الزّمَانِ، أوْ تأوِيدُهْ |
يذهب الدهر بيننا تتوالى | بيضه لم توال نفعاً وسوده |
وأرَى أنّني أكيدُ بكَ الأمْـ | ـرَ الذي لا أرَاكَ بتّ تَكيدُهْ |
أيُّ حَمْدٍ تَحُوزُهُ إنْ تَعَايَبْـ | ـتَ بشأني، أمْ أيُّ ذِكْرٍ تُفيدُهْ |
قَدْ يُنَسّي الصّديقَ عَمْدُ تَنَاسِيـ | ـهِ وَيُسْلي عن الحَبيبِ صُدُودُهْ |
والفَتَى مَنْ إذا تزيّدَ خَطْبٌ | أشرَقَتْ راحتَاهُ، واهتَزّ عُودُهْ |
لا اللَّفَا رِفْدُهُ، وَلاَ خَبَرُ الغَيْـ | ـبِ نَداهُ، وَلاَ النّسيئَةُ جُودُهْ |
كأبي الصّقْرِ حينَ أشياخُ بَكْرٍ | فَارَطُوهُ إلى العُلَى، وَوُفُودُهْ |
مُبْتَدي سُؤدَدٍ، وَشَانُوهُ أتْبَا | عٌ، وَمَوْلًى، وَالكاشحونَ عَبيدُهْ |
ولقد ساد مفضلين وأعلى | مستقر من سيد من يسوده |
كَيفَ يُرْضِيكَ منهُ تَنْكيبُهُ عنّي | فَلا نَيْلُهُ، وَلاَ مَوْعُودُهُ |
وَهُوَ الغَيثُ مُسْتَهَلاً إذا الغَيْـ | ـثُ مُطِلاًّ حَليفُهُ، وعَقيدُهْ |
وإنِ التَحْتُ من شَآبيبهِ وانحَزْ | تُ عَن غَضّ نَبتِهِ لا أرُودُهْ |
غزره وجهة العدى وتجاهي | خلف إيماض برقه وخموده |
رَكَدَتْ رَاحَتاهُ عَنّي وَلَنْ يَنْفَـ | ـعَكَ البَحرُ ما تَمادَى رُكُودُهْ |
لمْ يَسرْ ذِكْرُ مَا أنَالَ، وَقَد سَا | رَ منَ الشّعْرِ في البِلادِ قَصِيدُهْ |
عَلّ عُذْراً يَدْنُو بهِ عَنْ مَداهُ | في نَداهُ، أوْ عَلّ ثِقْلاً يَؤودُهْ |
لا أُعَنّيهِ باقْتِضَاءٍ، وَلا أُرْ | هِقُهُ طالباً، وَلا أسْتَزِيدُهْ |
خَشْيَةَ أنْ أرَى الذي لا يَرَاهُ | ليَ، أوْ أنْ أُرِيدَ ما لا يُرِيدُهْ |