لي حبيب قد لج في الهجر جدا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لي حَبيبٌ قَدْ لَجّ في الهَجْرِ جِدّا، | وأعَادَ الصّدودَ مِنْهُ وأبْدَا |
ذُو فُنُونٍ، يُرِيكَ في كلّ يَوْمٍ | خُلُقاً من جَفَائِهِ، مُسْتَجَدّا |
يَتَأبّى مُنْعماً، ويُنْعِمُ إسْعَا | فاً، ويَدْنُو وَصْلاً، وَيَبعَدُ صَدّا |
أغْتَدِي رَاضِياً، وَقَدْ بِتُّ غَضْبَا | نَ، وأُمْسِي مَوْلًى، وأُصْبِحُ عَبدَا |
وَبنَفْسِي أفْدي، عَلى كلّ حَالٍ، | شَادناً لَوْ يُمَسُّ بالحُسنِ أعْدَى |
مَرّ بي خالِياً، فأطمَعَ في الوَصْـ | ـلِ، وعَرّضْتُ بالسّلامِ، فَرَدّا |
وَثَنَى خَدَّهُ إليّ، عَلى خَوْ | فٍ، فَقَبّلْتُ جُلَّنَاراً وَوَرْدا |
سَيّدي أنْتَ! ما تَعَرَّضْتُ ظُلْماً، | فأُجَازَى بهِ، وَلاَ خُنْتُ عَهْدا |
رِقَّ لي مِنْ مَدَامِعٍ لَيسَ تَرْقَا، | وارْثِ لي مِنْ جَوَانحٍ ليسَ تَهدَا |
أتُرَاني مُستَبْدِلاً بِكَ مَا عِشْـ | ـتُ بَديلاً، وْوَاجِداً منكَ بِدّا |
حَاشَ لله أنتَ أفْتَنُ ألحا | ظاً، وأحلى شَكلاً، وأحسنُ قَدّا |
خَلَقَ الله جَعْفَراً قَيّمَ الدّنْـ | ـيا سَداداً، وَقَيّمَ الدّين رُشْدا |
أكْرَمُ النّاسِ شِيمَةً، وأتَمُّ النّا | سِ خَلْقاً، وأكثرُ النّاسِ رِفْدا |
مَلِكٌ حَصّنَتْ عَزِيمَتُهُ المِلْـ | ـكَ، فأضْحَتْ لَهُ مَعَاناً، وَرَدّا |
أظْهَرَ العَدْلَ، فاستَنَارَتْ بهِ الأرْ | ضُ، وعَمَّ البِلاَدَ غَوْراً وَنَجْدَا |
وَحَكَى القَطْرَ، بَلْ أبَرَّ عَلَى القَطْـ | ـرِ، بكَفٍّ على البرِيّةِ تَنْدَى |
هُوَ بَحْرُ السّماحِ، والجُودِ، فازْدَدْ | مِنْهُ قُرْباً، تَزْدَدْ من الفَقْرِ بُعْدا |
يا ثِمَالَ الدّنْيَا عَطَاءً وَبَذْلاً، | وَجَمَالَ الدّنْيَا سَنَاءً وَمَجْدَا |
وَشَبيهَ النّبيّ خَلْقاً وَخُلْقاً، | وَنَسيبَ النّبيّ جَدّاً، فَجَدّا |
بِكَ نَسْتَعْتِبُ اللّيَالِي، وَنَسْتَعْـ | ـدِي عَلَى دَهْرِنَا المُسِيءِ، فَنُعْدَى |
فَابْقَ عُمْرَ الزّمانِ، حتّى نُؤدّي | شُكْرَ إحْسَانِكَ الذي لا يُؤدّى |