دعِ الرّسْمَ الذي دثَرَا،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
دعِ الرّسْمَ الذي دثَرَا، | يقاسي الرّيحَ والمطَرَا |
وكنْ رجلاً أضاعَ العلْـ | ــمَ في اللّذّاتِ والخــطَـرَا |
ألمْ ترَ ما بنى كسرَى ، | بعازِبِ حَرّة ٍ يُلْقَى |
مَنَازِهُ بين دِجلَة َ والْـ | ـفُــرَاتِ تفـيّـأتْ شـجَــرَ ا |
بأرْضٍ باعَدَ الرّحْـ | ـمنُ عنها الطلحَ والعُشَرَا |
ولم يجعل مصَايدَهَا | يَرابِيعاً، ولا وَحَرَا |
ولـكنْ حـورُ غـزْلانٍ | تراعي بالْمَلا بقَرَا |
وإنْ شئْنَـا حثَـثْـنـا الـطّـيْـ | ـر من حافاتِها زُمَرَا |
و‘ن قلـنـا اقتُـلوا عنـكـمْ ، | يباكرْ شَرْبُها الخمَرَا |
أتـاكَ حَليـبُ صــأفيــة ٍ | شَجَا قَطْفاً ومعْتَصَرَا |
فذاكَ العيش لا سِيداً | بقَفرَتِها، ولا وَبَرَا |
بعـازِبِ حضــرّة ٍ يُــلْفَـى | بهـا العصْفـورُ منْجَحِــرَا |
إذا ما كنتَ بالأشيا | ءِ في الأعرابِ معتَبرَا |
فإنّكَ أيّما رجُلٍ، | ورَدتَ ، فلمْ تجـد صَــدَرَا |
ومن عجبٍ لعشقهم الـ | ــجُـفَــاة َ الجُـلْـفَ والصّـحـرَا |
فـقـيـل مُـرقّـشٌ أودي ، | ولم يعجزْ وقد قدرَا |
وقـد أودى ابن عـجــلانٍ ، | ولـم يفْـطـنْ لـه خَبـَــرَا |
فحدّثَ كاذباً عنه، | وقال بغيْرِ ما شَعرَا |
ولو كانَ ابْنُ عجلانٍ | من البَلْوَى كما ذُكِرَا |
ومرّ يريدُ ديوانَ الْـ | ـهوَى وأخَبّه عُذُرَا |
تعدُّ الشيحَ والقيْصُو | م، والفقْهاءَ والسمُرَا |
جَـنِـيّ الآسِ والـنّـسْــرِيـ | ــنِ والسّــوْســانِ إن زهـرَا |
ويُـغْـنِـيهـا عن المــرْجـا | ن أن تتقلّدَ البعرَا |
وتغْدُو في بَرَاجِدِهَا | تصِـيـدُ الذّئـبُ والنـمــرَا |
أمـا واللــهِ لا أشَـــرا ، | حلفْتُ به ولا بطرَا |
لَوَ انّ مُرَقَّشاً حيّ | |
كــأنّ ثـيـابهُ أطْـلَـعْـ | ــنَ مـن أزْرَارِهِ قـمَـــرَا |
ومـرّ يـريـدُ ديــونض الْـ | ــخَـرَاجِ مُـضَـمَّـخـاً عـطِـرَا |
بوجْهٍ سابرِيٍّ لوْ | تـصَــوّبَ مــاؤهُ قــطَــرَا |
وقـدْ خـطّـتْ حـواضِنُـهُ | له من عنْبرٍ طُرَرَا |
بعينٍ خالط التّفْتِيـ | ـــرُ في أجْـفـانِـهـا الحــوَرَا |
يـزيـدكَ وجْـهُـهُ حـسْـنـاً ، | إذا ما زِدْتَهُ نظرَا |
لأيْـقَــنَ أن حــبّ الـمـــرْ | دِ يُــلْـفَـى سـهـلـهُ وعَـرَا |
ولا سيما، وبعضُهُمُ | إذا حيّيْتَهُ انْتَهَرَا |