أجارة َ بَيْتَيْنَا أبوكِ غَيورُ،
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أجارة َ بَيْتَيْنَا أبوكِ غَيورُ، | وميْسُورُ ما يُرْجَى لديْكِ عسِيرُ |
و إن كنتِ لا خِـلمـاً ولا أنتِ زوْجـة ٌ | فلا برحَتْ دوني عليكِ ستُورُ |
وجــاوَرْتُ قــوْمـاً لا تــزاوُرَ بينـهمْ ، | ولا وَصْلَ إلاّ أن يكونَ نُشُورُ |
فما أنا بـالمشْغُـوفِ شَـرْبَـة َ لازِبٍ ، | ولا كـلّ سـلطـانٍ عـليّ قَــديــرُ |
وإنّي لِطَرْفِ العينِ بالعينِ زَاجِرٌ، | فـقـد كـدْتُ لا يخْـفى عليّ ضميـرُ |
كمـا نظرتْ ، والريحُ ساكنـة ٌ لها ، | عُـقـابٌ بـأرســاغِ اليـديْـن نَـــدُورُ |
طـوتْ ليلتين القُــوتَ عن ذي ضَـرُورَة ٍ | أُزَيْـغِـبَ لم ينْبُـتْ عليـهِ شَـكِـيـرُ |
فـأوْفَـتْ على عَـلْـيـاءَ حينَ بَـدَالَـهـا | من الشمْسِ قَرْنٌ، والضّرِيبُ يمورُ |
يقلّـبُ طَـرْفـاً في حِـجـاجَيْ مَـغـارَة ٍ ، | من الرأس ، لم يدْخُـلْ عليـه ذَرُورُ |
تقـولُ التي عن بيتها خفّ مـرْكبي : | عزيزٌ علينا أن نَرَاكَ تَسيرُ |
أما دونَ مصْرٍ للغنَى مُتَطَلّبٌ؟ | بلى إنّ أسْـبـابض الغِـنَى بـكـثــيــرُ |
فـقلتُ لها: واستعـجلَتْـها بَـوَادِرٌ ، | جـرتْ ، فجـرى في جرْيهِـنّ عبيــرُ : |
ذريني أكَثّرْ حاسديكِ برِحْلَة ٍ، | إلى بـلَـدٍ فيـه الخصيـبُ أميــرُ |
إذا لم تَـزُرْ أرْضَ الخصِيبِ ركابُنا، | فـأيّ فتـى ً ، بعـدَ الخصيبِ ، تَزُورُ |
فتًى يشْتري حسْنَ الثناءِ بمالِهِ، | ويـعْـلَـمُ أنّ الدّائِـرَاتِ تَــــدُورُ |
فما جـازَهُ جُـودُ ، ولا حَلّ دونَـه، | ولكـنْ يصيـرُ الجـودُ حيثُ يصيـرُ |
فلمْ تَرَ عيني سُؤدَداً مثلَ سُؤدَدٍ، | يحِلّ أبو نَصْرٍ به، ويَسِيرُ |
سـمـوتَ لأهلِ الجـوْرِ في حال أمنِهـمْ ، | فـأضحو وكـلٌّ في الوثـاق أسِـيـرُ |
إذا قام غَنّتْهُ على السّاقِ حِلية ٌ، | لها خُطوة ٌ عند القيام قصيرُ |
فمـنْ يـكُ أمْـسَى جـاهِـلاً بمـقـالتي ، | فـإنّ ألأمِـيـرَ المُـؤمنيـنَ خَبِيـرُ |
ومـازلتَ توليهِ النصيـحة َ يـافِـعـاً | إلى أن بدا في العارضَينِ قتيرُ |
إذا غـالَـهُ أمـرٌ ، فــإمّـا كـفَـيْتَـهُ ، | وإمّـا عليـه بـالكِـفـاءِ تُـشـِـــيــرُ |
إليـكَ رمَـتْ بـالقَـوْمِ هُـوجٌ كـأنّمـا | جمـاجمهـا ، فـوق الحِجـاجِ ، قـبـورُ |
رحلْنَ بنا من عَقْرقُوفَ، وقد بدا | من الصّبْـحِ مفتـوقُ الأديمِ شهيــرُ |
فما نجدَتْ بالماءِ حتى رأيتُهَا | معَ الشّمسِ في عينيْ أباغَ تغُورُ |
وغُـمّـرْنض من مـاءِ النُّـقَيْـبِ بشَـرْبَـة ٍ، | وقد حانَ من ديك الصّباحِ زميرُ |
ووافَيـنَ إشْـرَاقـاً كنـائسَ تـدْمُـــرٍ ، | وهـنّ إلى رَعْـنِ المُــدخِّـنِ صُــورُ |
يُؤمّمْنَ أهْلَ الغُوطَتَينِ كأنّمَا | لها، عند أهلِ الغوطتينِ، ثُؤورُ |
وأصْبحنَ بالجوْلان يرْضَخن صَخرَها، | ولم يَبْقَ من أجْراحِهِنّ شُطورُ |
وقـاسَيْنَ لَيْـلاً دونَ بَيْسـانَ لم يكَـدْ | سنَـا صُـبْحِـهِ ، للنـاظرينَ ، يُـنِـيــرُ |
وأصْبحنَ قد فوّزْنَ من نهرِ فُطرُسٍ، | وهُنّ عنِ البيْتِ المقدّسِ زُورُ |
طوالبَ بالرّكْبانِ غزة َ هاشمٍ، | وفي الفَـرَمَـا ، من حاجِـهِـنّ ، شُقُـورُ |
ولَمّا أتَتْ فُسْطاطَ مصْرٍ أجارَهَا | على رَكبِها، أن لا تزالَ، مجيرُ |
من القوْمِ بسّامٌ كأنّ جبينَهُ | سـنَـا الفـجْـرِ يسْـري ضــوؤه ويُـنيــرُ |
زَها بالخصِيبِ السيْفُ والرّمحُ في الوَغَى ، | وفي السّلْمِ يزْهُو مِنْبرٌ وسَرِيرُ |
جـوادٌ إذا الأيْـدي كفَفْنَ عن النّـدى ، | ومن دونِ عَوْراتِ النساءِ غَيُورُ |
لَهُ سَلَفٌ في الأعجَمين كأنّهمْ | إذا اسْـتُـؤذِنـوا يـوْمَ السّـلامِ بـــدُورُ |
وإني جـديرُ ، إذ بلغْتُـكَ بــالمُـنى ، | وأنْـتَ بـمـا أمّـلْـتُ مـنـكَ جــديــرُ |
فـإنْ تُـولِني مـنـك الجَمِـيـلَ ، فـأهْـلُـهُ ، | وإلاّ فـإنّـي عــاذرٌ وشَـكُــورُ |