يا مِنَّة ً إمْتَنّها السُّكْرُ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا مِنَّة ً إمْتَنّها السُّكْرُ، | مـا ينْـقَـضـي مـني لـكَ الشّــكْـرُ |
أعــطـتْـكَ فـوْقَ مُـنــاكَ من قُـبَـلٍ | مَن قيلَ إنّ مرامَها وَعْرُ |
يـثْـني إليـكَ بـها سَــوالِـفَـهُ ، | رَشـَــأ صِـنـاعَـة ُ عيْـنـه السّـحْــرُ |
ظلّـتْ حُـمـيّـا الكـأسِ تبْـسُطُـنَـا | حتى تهَتّـكَ بيْـنَنَـا السّـتْـــــرُ |
في مجلسٍ ضَـحكَ السـرُورُ بـه | عن ناجِـذَيْـه، وحلّتِ الخـمْـرُ |
ولقد تجوبُ بنا الفَلاة َ، إذا | صـامَ النّـهـارُ ، وقـالتِ العُـفْـرُ |
شدَنِيّة ٌ رَعَتِ الحِمى فأتَتْ | مـلْءَ الجبـال كـأنـهـا قَـصْـــرُ |
تثني على الحاذيْن ذا خُصَلٍ، | تَعْمالُهُ الشّذَرَانُ والخطْرُ |
أمّـا إذا رفَـعَـتْـه شـامِـذة ، | فـتقـول : رَنّـق فـوقهـا نَـسْـــرُ |
أمّـا إذا وضَـعتْـه عـارِضَـة ، | فـتقـول: أُرْخِـيَ فـوقهـا سـتْــرُ |
وتُـسفّ أحْـيـانـاً ، فتـحْسَبُـهَـا | مـتــرسِّـمــاً ، يـقْـتَــادُهُ أثْــرُ |
فــإذا قَـصَـرْتَ لها الزّمـامَ سمَـا | فوْقَ المقادِمِ مَلْطَمٌ حُرّ |
فكأنّها مُصْغٍ لتُسْمعَهُ | بعْضَ الحديثِ بأُذْنهِ وَقْرُ |
تنْفي الشذا عنها بذي خُصَلٍ، | وَحْفِ السّبيبِ يزينُه الضّفْرُ |
تَـتْـرى لإنْفـاضٍ ، أضَـرّ بهَـا | جـذْبُ الُـرَى ، فخـدودهـا صِـفــرُ |
يـرْمي إليـكَ بـهـا بنُـو أمَــلٍ ، | عتَبوا، فأعْتَبَهم بكَ الدَّهْرُ |
أنتَ الخصيبُ، وهذه مصرُ، | فَـتَـدَفَّـقـَــا فكــلاكـمـا بَـحْــرُ |
لا تـقْـعُـدا بيَ عـن مــدَى أمَـلي | شـيـئـاً ، فمـا لكـمـا بـه عُـــذْرُ |
ويحـقّ لي ، إذ صـرْتُ بيْنكـمـا ، | ألاّ يُحِلّ بساحتي فَقْرُ |
النيلُ ينعشُ ماؤهُ مصراً، | ونـــداكَ ينـعـشُ أهــلَه الغـمْــرُ |