أرشيف الشعر العربي

يا مِنَّة ً إمْتَنّها السُّكْرُ،

يا مِنَّة ً إمْتَنّها السُّكْرُ،

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .
يا مِنَّة ً إمْتَنّها السُّكْرُ، مـا ينْـقَـضـي مـني لـكَ الشّــكْـرُ
أعــطـتْـكَ فـوْقَ مُـنــاكَ من قُـبَـلٍ مَن قيلَ إنّ مرامَها وَعْرُ
يـثْـني إليـكَ بـها سَــوالِـفَـهُ ، رَشـَــأ صِـنـاعَـة ُ عيْـنـه السّـحْــرُ
ظلّـتْ حُـمـيّـا الكـأسِ تبْـسُطُـنَـا حتى تهَتّـكَ بيْـنَنَـا السّـتْـــــرُ
في مجلسٍ ضَـحكَ السـرُورُ بـه عن ناجِـذَيْـه، وحلّتِ الخـمْـرُ
ولقد تجوبُ بنا الفَلاة َ، إذا صـامَ النّـهـارُ ، وقـالتِ العُـفْـرُ
شدَنِيّة ٌ رَعَتِ الحِمى فأتَتْ مـلْءَ الجبـال كـأنـهـا قَـصْـــرُ
تثني على الحاذيْن ذا خُصَلٍ، تَعْمالُهُ الشّذَرَانُ والخطْرُ
أمّـا إذا رفَـعَـتْـه شـامِـذة ، فـتقـول : رَنّـق فـوقهـا نَـسْـــرُ
أمّـا إذا وضَـعتْـه عـارِضَـة ، فـتقـول: أُرْخِـيَ فـوقهـا سـتْــرُ
وتُـسفّ أحْـيـانـاً ، فتـحْسَبُـهَـا مـتــرسِّـمــاً ، يـقْـتَــادُهُ أثْــرُ
فــإذا قَـصَـرْتَ لها الزّمـامَ سمَـا فوْقَ المقادِمِ مَلْطَمٌ حُرّ
فكأنّها مُصْغٍ لتُسْمعَهُ بعْضَ الحديثِ بأُذْنهِ وَقْرُ
تنْفي الشذا عنها بذي خُصَلٍ، وَحْفِ السّبيبِ يزينُه الضّفْرُ
تَـتْـرى لإنْفـاضٍ ، أضَـرّ بهَـا جـذْبُ الُـرَى ، فخـدودهـا صِـفــرُ
يـرْمي إليـكَ بـهـا بنُـو أمَــلٍ ، عتَبوا، فأعْتَبَهم بكَ الدَّهْرُ
أنتَ الخصيبُ، وهذه مصرُ، فَـتَـدَفَّـقـَــا فكــلاكـمـا بَـحْــرُ
لا تـقْـعُـدا بيَ عـن مــدَى أمَـلي شـيـئـاً ، فمـا لكـمـا بـه عُـــذْرُ
ويحـقّ لي ، إذ صـرْتُ بيْنكـمـا ، ألاّ يُحِلّ بساحتي فَقْرُ
النيلُ ينعشُ ماؤهُ مصراً، ونـــداكَ ينـعـشُ أهــلَه الغـمْــرُ

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (أبو نواس) .

إنْ مِتُّ مِنْكَ ، وقَـلْبي فيهِ ما فيهِ ،

مـاجئتُ ذنبـاً به اسـتوْجَـبتُ سخـطَكمْ

أحْس الهـوى صِـرْفـاً معَ الحـاسي ،

أسَـاقِـيَـتي كـأسـاً أمَـرَّ من الصّبِـرْ ،

أيا رُبّ وَجهٍ، في التّرابِ، عَتيقِ،


ساهم - قرآن ٣