أمِـنْكَ للْـمكتومِ إظهــارُ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أمِـنْكَ للْـمكتومِ إظهــارُ، | أم مـنـكَ تَـغْـبِيـبٌ وإنكــارُ |
أحَلّ بالفُرْقة ِ لوْمي، وما | بـان الألى أهْـوى ، ولا سـاروا |
إلاّ لأنْ تُـقــلعَ عن قـولـهـا ، | مِكْثَارَة ٌ فينا، ومِكْثَارُ |
يــاذا الـذي أُبْـعِـدُهُ لـلّــذي | أسمع فيه، وهو الجارُ! |
واحـدة ٌ أُعـطيـك فيهـا العَـشا، | إن قلتَ إنّي عنكَ صَبّارُ |
وثانياً: إن قلتَ إنّي الّذي | أسْلاكَ إن شطّتْ بك الدارُ |
ولسمٍ عليـه جُـنَنٌ للــهَـوَى ، | وضمُّهُ للوِردِ دُوّارُ |
أضـحـكتُ عنـه سنّ كِـتمـانـهِ | وكـان من شــأنيَ إظهــــارُ |
وجـنّـة لقّـبت المـنـتهَــى ، | ثم اسمُـها في العجْـم جُـلاّرُ |
سُـنَّـمَ فـي جنّــاتِ عــدْنٍ لها | من قُـضُـبِ العِـقيـــانِ أنهَــارُ |
وفتيـة ٍ مـا مثْـلُهُـمْ فِتْيَـة ٌ ، | كلّهـمُ لـلقَـصْـفِ مُـخْـتَــــارُ |
من كلّ محْض الجَدّ لم يضْطمِم | جَـيْـبـاً لـه مذْ كـان أزْرارُ |
يَلقون في القُرّاءِ أمثالَهُمْ | زِيّاً، وفي الشُّطَّارِ شُطّارُ |
نادمتُهم يوماً، فلمّا دجا | ليلٌ وصاروا في الذي صاروا |
قمتُ إلى مَـبْـرَكِ عيــديّــة ٍ ، | فــانتـخـبوا الغُـرَّة َ واخـتَـــاروا |
وتحت رحلي طيّعٌ مَيْلَعٌ | أدمجها طيّ وإضْمَارُ |
كـأنّـمـا بـرّز من حبـلِـهــا | تحت محاني الرّحلِ أسْوَارُ |
لا والـذي وافَـى لـرضــوانـهِ، | سارون حجّاجٌ وعُمّارُ |
مـاعـدلَ العبـّـاسَ في جـوده ، | رامٍ بـدَفّــاعَـيّــهِ ، تـيّــارُ |
ولا دَلوحٌ ألِفَتْهُ الصَّبَا، | لــدْنٌ على المـلمسِ خَــوّارُ |
حتى غــدا أوْطَـفَ مـا إنْ له | دون اعتنـاق الأرض إقـصـارُ |
يا بن أبي العباس أنتَ الذي | ســمــاؤهُ بـالـجـودِ مِــدْرَارُ |
أتتك أشعاري، فأذريْتَها، | وفيك أشعارٌ وأشعارُ |
يرجو ويخشى حالتيك الورى | كَأنّك الجنّة والنارُ |
تـَقَـيّــلا مـنـك أبــاك الــذي | جرتْ له في الخيرِ آثارُ |
الراكبُ الأمـرِ تعــايَتْ بـهِ | أقياسُ أقوام وأقْدارُ |
كــأنّـه أبــيضُ ذو رونَــقٍ، | أخلصه الصيقلُ، بتّارُ |
حفـظُ وصـايـا عن أبٍ لم تشُـبْ | معـروفَـهُ في النـاس أكــدارُ |
كـأنّ ربيـعـاً كـاسمِـه جـادَه | منفهِقُ الأرجاء مهمارُ |
يسقيه ما غَرّدَ ذو عُلْطة ٍ | في فَـنَـنٍ العِـبـريّ هَــدّارُ |
من عِصَمِ الناس وقد أسنَتوا، | ومن هُدى الناس وقد حارُوا |
قــومٌ كـأنّ المُـزْنَ معــروفُـهم | ينـميـهِـمُ في المجـدِ أخْــطَــارُ |
حلّـوا كــداءٍ أبـطـحيْـهـا ، فـمـا | وارت من الكعبـة ِ أسْـتــارُ |
ليسوا بجانينَ على ناظرٍ | شَـوْبــانِ إحْــلاءٌ وإمْـــرَارُ |
كـأنّمـا أوجهـهـم ، رقّــة ً ، | لها من اللّؤلُؤ أبْشَارُ |