أرشيف الشعر العربي

أيـها المُـنـتـابُ عـنْ عُـفُــرِهْ ،

أيـها المُـنـتـابُ عـنْ عُـفُــرِهْ ،

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .
أيـها المُـنـتـابُ عـنْ عُـفُــرِهْ ، لستَ من ليلي، ولا سمرِهْ
لا أذودُ الطّيْرَ عن شجَرٍ، قـد بـلوْتُ المــرّ مـن ثـمـرِهْ
فــاتّصِـلْ ، إن كنتَ مـتّـصِـلاً ، بقُوَى مَن أنْتَ منْ وَطَرِهْ
خـفْـتُ مـأثـورَ الحـديثِ غــداً ، وغدٌ دانٍ لِمُنْتَظِرِهْ
خابَ مَنْ أسْرَى إلى بَلَدٍ، غـيْـرِ معْـلـومٍ مــدَى سـفــرِهْ
وسّدتْهُ ثِنْيَ ساعدِهِ، سِنَة ٌ حلّتْ إلى شفرِهْ
فامْضِ لا تمْنُنْ عليّ يداً، مـنُّـكَ الـمعـروفَ من كــدَرِهْ
ربّ فـتْـيــانٍ رَبَــأتُـهُـــمُ ، مَسْقِطَ العيّوقِ من سحَرِهْ
فـاتّـقوا بـي مـا يـريـبُـهُـمُ ؛ إنّ تَقْوَى الشّرّ من حذَرِهْ
وابْنُ عمّ لا يُكاشفُنا، قد لبسْناهُ على غَمَرِهْ
كمنَ الشّنْآنُ فيهِ لَنا، كـكـمُــونِ النــارِ في حـجَــرِهْ
ورُضــابٍ بتُّ أرشفُـهُ ، ينْقَعُ الظمآن من خَصَرِهْ
عَلّنيهِ خُوطُ إسْحِلَة ٍ، لانَ مَتنَاهُ لِمُهتصِرِهْ
ذا ، ومُـغْـبَـرٍّ مـخـارمُــهُ، تـحْـسِـرُ الأبصـارُ عن قُـطُـرِهْ
لا تـرى عينُ المـُـبيـنِ بـهِ ما خَلا الآجالَ من بقرهْ
خاضَ بي لُـجّـيْـهِ ذو حـرَزٍ ، يُفعمُ الفَضْلَينِ من ضَفرِهْ
يـكتسـي عُـثْـنُـونُـهُ زبــــداً ، فــنـصـيــلاهُ إلى نـحـــرِهْ
ثـمّ يعتّـم الحِـجَــاجُ بــهِ ، كـاعتـمـامِ الفـوفِ في عُـشـــرِهْ
ثمّ تذروهُ الرياحُ، كما طـار قـطـنُ النّـدْفِ عن وَتَـرِهْ
كلّ حاجاتي تَنَاولَها وهـو لم تنـقُـصْ قــوَى أشـــرِهْ
ثـمّ أدنـاني إلى مــلــكٍ ، يأمنُ الجاني لدى حُجرِهْ
تأخُذُ الأيْدي مظالمَها، ثمّ تسْتَذري إلى عُصُرِهْ
كيـف لا يُـدْنيـكَ من أمَــلٍ مـَـنْ رَسـولُ اللهِ مـن نـفــرهْ
فـاسْـلُ عـن نَــوْءٍ تـؤمّـلُــهُ؛ حسبُكَ العباسُ من مَطرِهْ
ملكٌ قَــلّ الشـبيــهُ لَـــــهُ ، لـم تَقَـعْ عـيْـنٌ عـلى خــطَــرِهْ
لا تَغَطّى عنه مكرمة ٌ ــرُبَـى وادٍ ، ولا خــمــرِهْ
ذُلّلَتْ تلك الفِجاجُ لَهُ، فهو مُخْتَارٌ على بَصَرِهْ
سـبقَ التّـفـــريـطَ رائــدُهُ ، وكفَاهُ العيْنَ من أثرِهْ
وإذا مَجَّ القَنا عَلَقاً، وتراءَى الموتُ في صُوَرِهْ
راحَ في ثِنْيَيْ مُفَاضَتِهِ، أسَدٌ يدْمَى شبَا ظُفُرِهْ
تــتــأيّـا الطّــيرُ غُـدْوَتَـهُ ، ثِقَة ً بالشّبْعِ من جَزَرِهْ
وتـرى السّــادات مَـاثِـلَـة ً، لسلِيلِ الشمسِ من قمرِهْ
فهُمُ شَتّى ظنونهمُ، حذرَ المكْنونِ من فِكَرِهْ
وكريمُ الخالِ من يمنٍ؛ وكريمُ العمّ من مُضَرِهْ
قد لبِسْتَ الدهرَ لبسَ فتى ً، أخَـذَ الآدابَ عـن عِـبَــرِهْ
فادّخِرْ خيراً تُثابُ بهِ، كـلُّ مَــدخــورٍ لـمُــدّخِــرِهْ

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (أبو نواس) .

إذا ما افترَقنـا فـادْرِ أن لستَ من ذكري ،

فديْتُ من تمَّ فيه الظَّرفُ والأدبُ،

وخمّارٍ تحطَطْـتُ إلَيـهِ رَحْلي ،

رُدَّا عليّ الكأسَ ، إنّكما

لَمّا طوَى الليْلُ حَوَاشي بُرْدِهِ،


ساهم - قرآن ٢