غدوْتُ، وما يشْجي فؤادي خَوَادشٌ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
غدوْتُ، وما يشْجي فؤادي خَوَادشٌ | و ما وطَري إلاّ الغَوايَة ُ والخمْـرُ |
معتّقـة ٌ ، حمراءُ ، وَقْـدَتُها جَـمـرُ، | ونَكْهتُها مسْكٌ، وطَلْعتُها تِبرُ |
حطَطْنا على خمّارِها، جُنْحَ ليلة ٍ، | فلاحَ لنا فجرٌ، ولم يطْلعِ الفجْرُ |
و أَبْرَزَ بِـكْـراً مُـزّة َ الطـعْـم، قـرْقَـفَا | صَنِيعَة َ دِهْقانٍ، تراخَى له العُمرُ |
فقال: عرُوسٌ كان كسرَى ربيبَها، | معـتّـقـة ٌ، من دونـها البابُ والسّـتْرُ |
فقلتُ: أدِلْ منْها العنان، فإنّني | لها كُفْءُ صِـدْقٍ ، ليس من شيمي العُسرُ |
فجـاءَ بها شَـعْـثـاءَ ، مشْـدُودَة َ القَرَا، | على رأسها تاجٌ، ملاحِـفُهـا عُـفـْــــرُ |
فلمّــا توجّى خـصْـرَها فـاحَ ريحُهـا | فقلتُ: أذا عِطرٌ؟ فقال: هوَ العطرُ |
وأرسلتُها في الكأس راحاً كريمة ً، | تَعَطّرُ بالرّيْحانِ، أحْكَمَهَا الدهْرُ |
كـأن الزّجاجَ البِيضَ منها عَــرائسٌ، | عليهِنّ بين الشَّرْبِ أرْدِيَة ٌ حُمْرُ |
إذا قُهِـرَتْ بالماءِ ، راقَ شُـعاعُـها | عُـيونَ النّـدامى ، واستمـرّ بها الأمـرُ |
وضـاءَ من الحلْي المُـضاعَـفِ فوْقها | بدورٌ، ومرْجانٌ تألّفَهُ الشَّذرُ |
كأَنّ نجومَ اللّيـلَ فيها رواكــدٌ؛ | أقمن على التأليفِ، آنِسُها البدْرُ |
وصَلْتُ بها يوْماً بليْلٍ وصلْتُهُ | بأوّلِ يومٍ، كانَ آخِرَهُ السّكْرُ |
وظَـبْيٍ، خلوبِ اللفظِ ، حُـلوٍ لوَجهِـهِ، | وأمْكَنَ منه ما تحيطُ به الأُزْرُ |
فقمْتُ إليه، والكرَى كُحْل عيْنِه، | فقبّلْتُهُ، والصّبّ ليس لَهُ صَبْرُ |
وقَبَّلْتُهُ ظهْراً لبطْنٍ، وتارَة ً | يكـون بسـاط الأرضِ بالباطـنِ الظهرُ |
إلى أنْ تجلّى نومُه عن جفونِه، | وقال: كسبتَ الذنْبَ! قلتُ: ليَ العُذْرُ |
فأعْرَضَ مزْوَرّاً، فكان بوجْهِهِ | تَفَقّؤ رُمّانٍ، وقد بَرَدَ الصّدْرُ |
فما زلْتُ أرقِيهِ، وألْثُمُ خَدّهُ | إلى أن تَغَنَّى راضياً وله الشّكْرُ: |