طربْتُ إلى الصَّـنْجِ والمِـزْهَـرِ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
طربْتُ إلى الصَّـنْجِ والمِـزْهَـرِ، | وشُرْبِ المُـدَامَـة ِ بـالأكْــبَــرِ |
وألقيْتُ عنّي ثيـابَ الـهُـــدَى ، | خيولٌ من الرّاحِ ما عُرّيَتْ |
وأقبَلْـتُ اسحَبُ ذَيْـلَ المـجونِ، | وأمْـشي إلى القصْـفِ في مِـئْـزَرِ |
ليالٍ أرُوحُ على أدْهَمٍ | كُمَيْتٍ، وأغدو على أشْقَرِ |
خيـولٌ من الرّاحِ مـا عُـرّبَتْ | ليومِ رِهَانٍ ولم تُضْمَرِ |
بـراقعُها من سَحيقِ العبيـرِ ، | ومن يـاسَمِـينٍ وسَـيْسَنْـبَــرِ |
ذخائرُ كِسْرَى لأوْلادِهِ، | وغَرْسُ كرامِ بني الأصْفَرِ |
غَـدا المشتـرون على أهْلِـها، | فقالوا: أتَيناكُم نَشْتَري |
خيــولاً لكمْ قد أتَتْ فُـرَّهـاً ، | فـمـن بـيـنِ أحـوَى إلى أحْـوَرِ |
فقالوا لهم: إنّما خَيْلُنَا | وغَرْسُ كرامِ بني الأصْفَرِ |
ولا تحْـمِـلُ الـلِّـبْـدَ ، لكِنّهـا | خـيـولٌ لـكـلِّ فـتـى ً أزْهَــــرِ |
وسِـيـمـا إذا أنْتَ بـاكـرْتَها ، | كمـثلِ دمِ الجـوْفِ في الأبْهَـرِ |
مُشَعْشَعَـة ٌ من بنـاتِ الكُـرُو | مِ سالتْ نِـطافاً ، ولم تُعْـصَـرِ |
عقيـلَة ُ شـيْخٍ من المُـشْـرِكينَ، | أتَتْنَا تَهَادَى من الكَوْثَرِ |
ولوْنانِ لوْنٌ لها أصْفَرُ | ولوْنٌ على الماءِ كالعُصْفُرِ |
لوَ انّ أبا مَعْشَرٍ ذاقَها، | لـخَـرّ صـريعاً أبو مـعْـشَـــرِ |
وكـبّـرَ من طِـيبِها سـاعـة ً ، | وأمْشي إلى القصْفِ في مِئْزَرِ |
فما برح القوْمُ حتى اشْتَرَوْا، | ومنْ يَـشْـتَرِ الرّاحِ لـم يـخسَرِ |