وَأحْـوَرَ ، ذمّــيٍّ ، طــرَقْتُ فِـنــاءَ هُ ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وَأحْـوَرَ ، ذمّــيٍّ ، طــرَقْتُ فِـنــاءَ هُ ، | بفتْـيـانِ صَـدْق ، ما تَرَى منهمُ نُكـرا |
فلمّا قرعْنَا بابَهُ هَبّ خائفاً، | و بادَرَ نحو البابِ ، مـمـتلِـئـاً ذُعْـــرَا |
وقال: مَـنِ الطُّرَّاقَ ليــلا فِـناءَنـا ؟ | فقلتُ له : افْتحْ ! فتية ٌ طلبوا خـمـرَا |
فأطْلَقَ عن أبْوابِهِ غير هائبٍ، | وأطلَعَ من أزرارِهِ قمراً بدْرا |
ومرّ أمامَ القوْمِ، يسْحَبُ ذيْلَهُ | يجاذبُ منْه الرّدْفُ في مشيه الْخَصْرَا |
فقلتُ له: ما الاسمُ حُيّيتَ؟ قال لي: | دعاني أبي سـابا ولقّبَني شَـمْــرَا |
فكِدْنَا جميعاً من حَلاوَة ِ لفْظِهِ | نُـجَـنّ ، ولم نَسْــطِـعْ لمـنْـطِقِـهِ صَـبرا |
فقلتُ لهُ: جئْنَاكَ نَبْتاعُ قَهْوَة ً | مـعَـتّقَـة ً ، قد أنْـفَـدتْ، قِــدْمـاً ، دهـــرَا |
فـقال : اربعوا عنـدي التي تطلبونها، | قد احْتَجَبَتْ في خِدرِها حِقَباً عشْرَا |
فقلتُ: فماذا مَهْرُها؟ قال: مَهرُها | إليك، فسُقنا نحوَه خمْسة ً صُفْرا |
فقلتُ له: خُذها، وهاتِ نُعاطِها، | فـقامَ إليها قد تمـلّى بنــا بِــشْــــرَا |
فشَـكَّ بإشْـفــاءٍ لهُ بَـطْنَ مُـسْـنَـدٍ ، | فسالتْ تحاكي في تلألؤهَا البَــدْرَا |
وجاءَ بها ، واللّيْـلُ مُـلْقٍ سُـدولَهُ ، | مُدِلاًّ بأنْ وافَى ، محيطاً بها خُبْرَا |
رَبيبة ُ خِدْرٍ راضَها الخِدْرُ أعْصُراً | فكانتْ له قلْـباً ، وكان لها صَـدْرا |
إذا أخـذَتْها الكأسُ كـادتْ بريـحـها | تخالُ بها عِطراً وما إن ترَى عِطْرَا |
ومازالَ يسْقينـا ، ويشْـرَبُ دائبـاً | إلى أن تغَنّى حين مالتْ به سُكْرَا |
«فما ظَبْيَة ٌ تَرْعَى مساقِطَ روضة ٍ | كسا الواكِفُ الغادي لها وَرَقاً خُضرَا |
بأحْسنَ منه منْظراً زان مخبراً، | بل الظّبْيُ منْه شابَهَ الجِـيدَ والنحْرَا |
فيا حُسْنَهُ لحناً بَدا من لسانـــهِ ، | و يا حسنه لحظـاً! ويا حسنه ثـغـــرا ! |
ونام، وما يدري أأرْضٌ وسادُه، | توسّدَ سكْراً، أم وِساداً رأى جهْرَا |
فقمنـا إليهِ حينَ نـامَ ، وأُرْعَـدَتْ | فَـرَائِـصُـهُ تـجري بمَـيـدانِـه ضـمـــرَا |
فـلمّا رأى أن ليس عن ذاك مخلَصُ ، | ووافقَه لِيـنٌ أجـادَ لنا العــصــرا |